الهوية كلمة تأتي من اللفظ "هو" للدلالة عليه، الهوية هي ما أنت عليه عندما يذكرك الناس، ومشكلة الهوية أحد أهم المشكلات التي تعاني مننا المجتمعات العربية منذ ما يقرب من قرن، ومن واقعنا المعاصر ندرك أن الشعوب المتقدمة هي الشعوب التي تدرك هويتها التاريخية والدينية والقومية مجتمعة دون أي شروط، على العكس من بعض الدول العربية التي ترى وجوب إختيار هوية واحدة.

في فترة من فترات مصر وهي الفترة التي بدأ فيها المصريون البحث عن الهوية، حاول أناس أمثال سعد زغلول وزملائه ومن عاصره وبعدهم إحياء الهوية الفرعونية، باستخدام بعض الرموز الفرعونية والمصطلحات والآلهة، في بداية مشوارهم للبحث عن الهوية كان البحث قوميًا بحتًا حيث لا تهتم الهوية الفرعونية بأي دين ولا تفضل أحد على أحد، وبعد بضعة سنوات متزامنًا مع بدأ كثرة هجرة اليهود لفلسطين ثم حرب فلسطين قامت الهوية الاسلامية وفقًا تقتضيه الظروف، فعاد ذلك الكره القديم الإسلامي عربي المنشأ لليهود، وعادت معه مشكلات مجتمعية مثل التمييز الطبقي بعد سنين عاشها اليهود بين المصريين وخيانات عانى منها باقي أفراد الشعب من مسلمين ومسيحيين، ومع ثورة عبدالناصر والضباط الأحرار حاول عبدالناصر إعلاء القومية العربية على أي قومية وزادت علاقاتنا مع الدول العربية حتى أصبحت مصر بمجهودات عبدالناصر مركزًا للعالم العربي كما أصبحت سوريا والعراق في ذلك الوقت، ولكن مع هذا الانفتاح زادت هجرة المصريين للسعودية بالأخص وتشبعهم بالفكر السعودي والتعصب السعودي ضد أي دين غير الاسلام فارتفع التعصب الاسلامي ضد الاديان الاخرى حتى المسيحية!!

وبعد كل ذلك تم ترك المصريين في ذلك الشتات، فماذا نفعل؟ وددت لو أذكرك بأنه في قديم الأزل كانت الأرض هي ما وحد المصريين بعيداً عن دينهم او اي شيئ، وبعيدًا عن علاقاتها مع الدول الاخرى، وأنا أعتقد شخصيًا أن هذا هو أول طريق التقدم المصري ، فما رأيك أنت؟ ما طريق التقدم لبلدك؟

طبعاً سأستغل هذه الفرصة للإشارة لما يحدث في السعودية، أتوقع تغيرات كبيرة بحلول ٢٠٣٠ ولكن نتمنى من الله ألا يجن السعوديون بسبب أهمية مركزهم الديني.