ماذا لو وجد رجل من الماضي هاتفاً ذكياً؟


التعليقات

15

بعيدا عن السؤال، وأعتذر مقدما لابتعادي عن الموضوع

و لكن عنوان الموضوع- ولسبب أجهله- ذكرني بالمقامات، والمقامة فن من فنون الكتابة في الأدب العربي، وهو عبارة عن حكاية قصة، وتمتاز القصة بالفكاهة، والمحسنات البديعية كالسجع والجناس، وتدور غالبا حول الكُدية(الشحاتة) وسعة الحيلة. ونظرا للموقف الغريب الذي سيكون فيه هذا الرجل والذي سيجد هاتفا ذكيا، وماسيظنه في هذا الجهاز وهذه الأزرار، وهل هو سحر أو من عمل الشياطين؟ وكيف يسمع منه الأصوات قديمها وحديثها؟ وغير ذلك من الأعاجيب، فسيكون الموضوع مناسبا لكتابته في مقامة لمن يمتلك موهبة كتابة المقامات.

ويبدو أنني قد قرأت أو شاهدت - لا أعلم أين ؟!- مقامة في وقت ما حول موضوع كهذا: رجل من الماضي أتى إلى القرن العشرين ويتعجب مما يراه.

ولمن لا يعرف فن المقامات، هذه مقامة شهيرة لبديع الزمان الهمذاني:

حَدَّثَنَا عِيَسى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: اشْتَهَيْتُ الأَزَاذَ، وأَنَا بِبَغْدَاذَ، وَلَيِسَ مَعْي عَقْدٌ عَلى نَقْدٍ، فَخَرْجْتُ أَنْتَهِزُ مَحَالَّهُ حَتَّى أَحَلَّنِي الكَرْخَ، فَإِذَا أَنَا بِسَوادِيٍّ يَسُوقُ بِالجَهْدِ حِمِارَهُ، وَيَطَرِّفُ بِالعَقْدِ إِزَارَهُ، فَقُلْتُ: ظَفِرْنَا وَاللهِ بِصَيْدٍ، وَحَيَّاكَ اللهُ أَبَا زَيْدٍ، مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ وَأَيْنَ نَزَلْتَ؟ وَمَتَى وَافَيْتَ؟ وَهَلُمَّ إِلَى البَيْتِ، فَقَالَ السَّوادِيُّ: لَسْتُ بِأَبِي زَيْدٍ، وَلَكِنِّي أَبْو عُبَيْدٍ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، لَعَنَ اللهُ الشَّيطَانَ، وَأَبْعَدَ النِّسْيانَ، أَنْسَانِيكَ طُولُ العَهْدِ، وَاتْصَالُ البُعْدِ، فَكَيْفَ حَالُ أَبِيكَ ؟ أَشَابٌ كَعَهْدي، أَمْ شَابَ بَعْدِي؟ فَقَالَ: َقدْ نَبَتَ الرَّبِيعُ عَلَى دِمْنَتِهِ، وَأَرْجُو أَنْ يُصَيِّرَهُ اللهُ إِلَى جَنَّتِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلاَ حَوْلَ ولاَ قُوةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم، وَمَدَدْتُ يَدَ البِدَارِ، إِلي الصِدَارِ، أُرِيدُ تَمْزِيقَهُ، فَقَبَضَ السَّوادِيُّ عَلى خَصْرِي بِجِمُعْهِ، وَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ لا مَزَّقْتَهُ، فَقُلْتُ: هَلُمَّ إِلى البَيْتِ نُصِبْ غَدَاءً، أَوْ إِلَى السُّوقِ نَشْتَرِ شِواءً، وَالسُّوقُ أَقْرَبُ، وَطَعَامُهُ أَطْيَبُ، فَاسْتَفَزَّتْهُ حُمَةُ القَرَمِ، وَعَطَفَتْهُ عَاطِفُةُ اللَّقَمِ، وَطَمِعَ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ وَقَعَ، ثُمَّ أَتَيْنَا شَوَّاءً يَتَقَاطَرُ شِوَاؤُهُ عَرَقاً، وَتَتَسَايَلُ جُوذَابَاتُهُ مَرَقاً، فَقُلْتُ: افْرِزْ لأَبِي زَيْدٍ مِنْ هَذا الشِّواءِ، ثُمَّ زِنْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الحَلْواءِ، واخْتَرْ لَهُ مِنْ تِلْكَ الأَطْباقِ، وانْضِدْ عَلَيْهَا أَوْرَاقَ الرُّقَاقِ، وَرُشَّ عَلَيْهِ شَيْئَاً مِنْ مَاءِ السُّمَّاقِ، لِيأَكُلَهُ أَبُو زَيْدٍ هَنيَّاً، فَأنْخّى الشَّواءُ بِسَاطُورِهِ، عَلَى زُبْدَةِ تَنُّورِهِ، فَجَعَلها كَالكَحْلِ سَحْقاً، وَكَالطِّحْنِ دَقْا، ثُمَّ جَلسَ وَجَلَسْتُ، ولا يَئِسَ وَلا يَئِسْتُ، حَتَّى اسْتَوفَيْنَا، وَقُلْتُ لِصَاحِبِ الحَلْوَى: زِنْ لأَبي زَيْدٍ مِنَ اللُّوزِينج رِطْلَيْنِ فَهْوَ أَجْرَى فِي الحُلْوقِ، وَأَمْضَى فِي العُرُوقِ، وَلْيَكُنْ لَيْلَّي العُمْرِ، يَوْمِيَّ النَّشْرِ، رَقِيقَ القِشْرِ، كَثِيفِ الحَشْو، لُؤْلُؤِيَّ الدُّهْنِ، كَوْكَبيَّ اللَّوْنِ، يَذُوبُ كَالصَّمْغِ، قَبْلَ المَضْغِ، لِيَأْكُلَهُ أَبَو َزيْدٍ هَنِيَّاً، قَالَ: فَوَزَنَهُ ثُمَّ قَعَدَ وَقَعدْتُ، وَجَرَّدَ وَجَرَّدْتُ، حَتىَّ اسْتَوْفَيْنَاهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا أَبَا زَيْدٍ مَا أَحْوَجَنَا إِلَى مَاءٍ يُشَعْشِعُ بِالثَّلْجِ، لِيَقْمَعَ هَذِهِ الصَّارَّةَ، وَيَفْثأَ هذِهِ اللُّقَمَ الحَارَّةَ، اجْلِسْ يَا أَبَا َزيْدٍ حَتَّى نأْتِيكَ بِسَقَّاءٍ، يَأْتِيكَ بِشَرْبةِ ماءٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَجَلَسْتُ بِحَيْثُ أَرَاهُ ولاَ يَرَانِي أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ، فَلَمَّا أَبْطَأتُ عَلَيْهِ قَامَ السَّوادِيُّ إِلَى حِمَارِهِ، فَاعْتَلَقَ الشَّوَّاءُ بِإِزَارِهِ، وَقَالَ: أَيْنَ ثَمَنُ ما أَكَلْتَ؟ فَقَالَ: أَبُو زَيْدٍ: أَكَلْتُهُ ضَيْفَاً، فَلَكَمَهُ لَكْمَةً، وَثَنَّى عَلَيْهِ بِلَطْمَةٍ، ثُمَّ قَالَ الشَّوَّاءُ: هَاكَ، وَمَتَى دَعَوْنَاكَ؟ زِنْ يَا أَخَا القِحَةِ عِشْرِينَ، فَجَعَلَ السَّوَادِيُّ يَبْكِي وَيَحُلُّ عُقَدَهُ بِأَسْنَانِهِ وَيَقُولُ: كَمْ قُلْتُ لِذَاكَ القُرَيْدِ، أَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، وَهْوَ يَقُولُ: أَنْتَ أَبُو زَيْدٍ، فَأَنْشَدْتُ:

أَعْمِلْ لِرِزْقِكَ كُلَّ آلـهْ *** لاَ تَقْعُدَنَّ بِكُلِّ حَـالَـهْ

وَانْهَضْ بِكُلِّ عَظِـيَمةٍ *** فَالمَرْءُ يَعْجِزُ لاَ مَحَالَهْ

16

و لكن عنوان الموضوع- ولسبب أجهله- ذكرني بالمقامات

ربما هذا هو السبب

رائعة بحقّ

لله درُّه، حريٌ بهذه المقامة أن تُفردَ لها مشاركة مستقلة.

جميل.. شكرا على المعلومة الرائعة، وإتحافنا بهذه التحفة الفنية، فكرة رائعة لمن يمتلك الموهبة، سأحاول إن شاء الله أن آتي بشبه المقامة، أو موقفا من مثل هذه المواقف الطريفة.

يصبح إنسانا خارق القدرات، الذي يستطيع حل أصعب الأسئلة المعقدة، ويقطع مسافات مديدة في لحظة ويأتي بالأخبار، ويكلم مخلوقا لا يظهرون..

كنت أقولها ممازحا في بعض الجلسات

لو أن جدي - يرحمه الله - قام من قبره ورأى ما نحن فيه من تكنولوجيا

لمات ثانية من هول الذهول ツ

وسيقولها أحفادنا كذلك ツ

ليس كما تظن..مثلا انا جدتي مازالت على قيد الحياة..الله يطول بعمرها..عاشت شبابها لم تعرف الهاتف ولا التلفاز ولا الكهرباء لانها كانت في قرية ريفية...والان هي تتصل بالهاتف وانا اتصل مكالمات فيديو لاقربائنا عبر الانترنت..وهي تتكلم وتتحدث معهم..ولم تتعجب ولا تقول هذا كيف..وشكرا

لا نقصد عصر قريبا أو بعيدا.. بل نقصد الرجل الذي لم يجد ريح هذه التقنيات.

فإن العلماء في الزمن السابق القديم، قد توقعوا هذه الثورات التقنية، فإنهم إن رأوا هذا لن يذهلوا..

وإننا لا نتعجب مما نرى لأننا نشاهدنا تتطور شيئا فشيئا، فلا تذهلنا بالمقدار التي ستذهل الماضين.

وأنا أقول عن نفسي:

لما أخبر بعض جلسائي الذي ليست لهم علاقة بالتقنية، عن أخبار نظارة جوجل، يصيبهم من الاستغراب والعجب شيء كبير.

حتى وان وجده فهل هناك بيئة تحتية لذلك الهاتف

مثل اشارة الاتصال والانترنت و الـ GPS وغيرها ..

لنقل انه وجدت بطريقة ما ولم يعلم احد بها

وبمصادفة القدر وجد ذلك الرجل هاتفا ذكيا

في مكان ما من حيث لا يدري .. ما هي

نظرتها الاول لتلك القطعة ذات الشكل

المريب و الالون الغريب وربما الصوت

العجيب والاهتزازات المخيفة المريبة ..

بعد تلك الصدمة الثقافية الكبيرة التي

تلقاها ذلك الرجل ماذا سيكون من أمر

العرب والفرس والعجم هل ستكتب

القصائد ام ستتغير موازين القوى

وربما قامت الخلافة بين اهل القرى

ومن حولهم من اهل العلم والعراء

وما بين تلك الاحداث هل هناك قرى

ستكتشف بالـ GPS وهل هناك طرق

تجارة جديدة وهل هناك داهية للعرب

والعجم وكل من في ذلك الدهر الهرَاءُ

شخص استخدمة الحاسبة فكان افضل

من باع واشترى وشخص استخدم

المفكرة فكان داهية الحفظ والتذكر

وشخص استخدمة المعاجم فكان

ابلغ من نطق بين اهل العرب في

زماان البلاغة والدهاء والشعر وشخص

استخدمة المترجمة فكان اعجوبة

عصرها بلا منزعة ولا شقاق

وكل تلك الاحداث المتوالية بسرعة

الايام في عصرنا ذا ...


باختصار سيحدث ما لا يمكن وصفه

برواية ابلغ البلغاء ولا احنك الحنكاء

ولا تجسيدها بيدا افضل المخرجين

ولا امهر الممثلين ولا افضل المنتجين


ستحدث اعجوبة الارض ..

بارك الله.. جميل!

اغلب الظن لن يعمل بسبب عدم وجود إنترنت والبطارية لن تدوم اكثر من ثلاثة ايام

طبعا.. هذا سؤال فرضي، وليس حقيقي.. فإنه يستحيل أن يصل أيفون 5 إلى عصر أجدادنا رحمهم الله!

فقط لكي نعرف ماذا سيشعر به من ناحية الإمكانيات المذهلة التي يراها، ولا يتوقع في ذلك الزمن حدوثها..

وكيف سيتصرفون بهذا الموقف.

بإفتراض رجعنا 50 سنة للخلف - سيلتم العالم من حوله وسينبهرون. سيظل هو يضغط الشاشة وينقر على كل أيقونة محاولا فهم هذا الجهاز وماذا يفعل.

لفككه ليعرف ما بداخله :)


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

96.8 ألف متابع