القراءة روح النجاح و قلبه النابض

القراءة التي سأتحدث عنها اليوم هي ليست القراءة في تخصص علمي معين فهذا أمر يحتاج لشرح منفصل و إنما القراءة خارج الإختصاص ... القراءة لتطوير المهارات ... القراءة للتفوق و التميز ... القراءة لإدامة زخم النجاح ... القراءة للرقي الاجتماعي ...

بداية يعتبر أقل معدل لقراءة الكتب لأي شاب (شابة) حاصل على شهادة الإعدادية فما فوق هو 24 كتاب في السنة, أي بواقع كتابين في الشهر الواحد )كتاب كل أسبوعين)

هذه الكتب التي أتحدث عنها هي كتب غير تخصصية و إنما كتب الثقافة العامة و المهارات المرنة

بينما معدل قراءة الفرد العربي هو كتاب واحد في السنة في أفضل الأحوال

لهذا الأمر أسباب كثيرة بحث فيها الكثيرين لكني شخصياً أعتقد بوجود سببين رئيسيين لو تم علاجهم لكان كافياً لحل المشكلة

السبب الأول هو عدم وجود هدف واضح و محدد للقراءة

الكثير يذهب لشارع المتنبي أو أي مكتبة لإقتناء كتاب و يبدأ بقراءته و من ثم يفقد الدافع لإكماله

هكذا حال القراءة بدون هدف فلا يجد القاريء ما يدفعه لإتمام الكتاب لأنه لا يرى ما هو أبعد من قراءة الكتاب

السبب الثاني هو عدم وجود وقت للقراءة بسبب طبيعة الوضع و متطلبات العمل و المعيشة

أدناه رأيي الشخصي في حل المشكلتين أعلاه

حل المشكلة الأولى: عدم وجود هدف للقراءة

قبل أن تفكر في إقتناء أي كتاب عليك أن تكتب الهدف الذي تريد الوصول إليه من القراءة بالإضافة الى تحديد وقت محدد لتحقيق الهدف لأن الهدف بدون وقت محدد لإنجازه لن ينجز أبداً

أدناه بعض الأمثلة على الأهداف من القراءة:

  • إذا كنت مهندس في أي تخصص: يمكن أن تضع هدف للقراءة مثل إتقان الجانب النظري لإدارة المشاريع و تحدد ستة أشهر لذلك.

  • مهما كان تخصصك: يمكنك تحديد هدف تعلم اللغة الإنكليزية و إتقانها خلال سنة.

  • إذا كنتِ ربة بيت: يمكنك تحديد هدف القراءة حول موضوع إدارة العائلة و تربية الأطفال و إتقان هذه الأمر خلال ستة أشهر لتصبحي أماً ناجحة.

  • إذا كنت عاطل عن العمل: حدد المهارة التي تريد تعلمها و ضع وقت محدد لتعلمها و إيدأ بالقراءة لتحقيق ذلك الهدف.

أو أي نوع من الأهداف التي ترغب بتحقيقها او المهارات التي تريد تعلمها. بذلك يصبح لديك دافع للإستمرار بالقراءة.

المشكلة الثانية: لا يوجد وقت للقراءة فأنا مشغول / مشغولة!

معدل القراءة الطبيعية لأي شخص يحمل شهادة المتوسطة فما فوق هو 20 أو 30 صفحة في الساعة الواحدة و هذا هو معدل قراءة معتدلة نوعا ما بطيئة و ليست قراءةسريعة

سنأخذ أقل احتمال و نفترض ان الشخص يقرأ ببطيء و تمعن و نفترض أن معدل القراءة الطبيعية هي 20 صفحة في الساعة و هذا أقل تقدير ممكن

الآن إليكم بعض الحسابات البسيطة:

أولا: نفترض أننا نريد أن نقرأ فقط خلال أيام العمل (لدينا خمس أيام عمل من الأحد و حتى الخميس) و نفترض أن الجمعة و السبت هي استراحة و لا نقرأ فيها

ثانياً: إذا فرضنا أنه يمكنك القراءة لمدة ساعة فقط خلال اليوم! هذا يعني أنك تستطيع قراءة 20 صفحة ( و هو اقل معدل قراءة)

ثالثاً: 20 في اليوم مضروبة في خمسة أيام عمل هذا يعني أنك تقرأ 100 صفحة في الأسبوع.

أي أنك قادر على قراءة 200 صفحة في أسبوعين.

رابعاً: معظم كتب تعلم المهارات المرنة او كتب التطوير لا تتجاوز ال 200 صفحة.

هذه الحسابات تعني أن أي شخص و بأقل معدل قراءة و فقط ساعة واحدة في اليوم يمكنه قراءة كتاب كل أسبوعين أي بمعدل كتابين بالشهر الواحد و هذا يعني 24 كتاب في السنة

الان تخيل انك تقرأ 24 كتاب عن إدارة المشاريع خلال سنة.

او 24 كتاب عن تربية الأطفال و إدارة الاسرة

او 24 كتاب في أي مهارة أخرى.

معرفتك ستتضاعف و ثقافتك كذلك و مهاراتك و لغتك و كل شيء فيك سيرتقي خلال سنة واحدة فقط. فما بالك لو استمريت على هذا المنوال؟

بالمناسبة, ما أتكلم عنه الان ليس فرضية بل تجربة شخصية لي بدأت بها قبل سنوات.

الجميل ان معدل قرائتك سيزداد يوم بعد يوم بحيث يمكنك انجاز الكثير لتصل حد البراعة في القراءة.

سؤال: من أين نأتي بهذه الساعة للقراءة؟

الكثير يتحجج بعدم وجود وقت. و هنا الحل:

الساعة لا يشترط أن تكون مستمرة فيمكنك ان تقسمها خلال اليوم الى اربع مراحل و كل مرحلة ربع ساعة.

سؤال آخر: من أين احصل على الكتب؟

الجواب: يمكنك تحميل المئات من الكتب على هاتفك الجوال, او الايباد, او التابلت, او الحاسبة, او يمكنك اقتناء كتاب تقليدي و تحمله بيدك.

سؤال: انا اعمل من الصباح و حتى المساء لأعيل عائلتي و لا اجد حتى وقت استراحة فمن اين آتي بالساعة للقراءة؟

الجواب: لكي تنجز الكتب لا يشترط أن تقوم بقرائتها حيث يوجد الان ما يسمى بالكتب الصوتية و هي كتب مسجلة و يمكنك الاستماع لها من خلال هاتفك الجوال او جهاز تشغيل صوتيات صغير. او يمكنك تحميل فيديوات تعليمية و الاستماع لها و هي لا تقل أهمية عن قراءة الكتاب.

سؤال: لازلت لا اجد متسع من الوقت بسبب العمل و كثرة التنقل.

الجواب:

لقد من الله علينا بنعمة عظيمة إسمها الإزدحام !!!

نعم الازدحام نعمة لمن يفكر بطريقة إيجابية:

سؤال لك عزيز القاريء: كم من الوقت تمضي من يومك في الازدحام؟

الأجوبة متعددة: في بغداد مثلا اقل شيء ساعة في الازدحام على فرض انك تقضي نصف ساعة في طريق الذهاب للعمل و نصف ساعة في طريق العودة. بينما هناك من يمضي اكثر من هذا الوقت

هذه ساعة ذهبية ضائعة يمكنك استخدامها للقراءة او الاستماع الى الكتب الصوتية

انا يومياً احتاج ان اذهب من البيت الى الجامعة و اقضي في طريق الذهاب 15 دقيقة في القطار و في طريق العودة كذلك 15 دقيقة و هذا وقت ثابت اقضيه في القراءة الهادفة و المخطط لها مسبقا. و النصف ساعة الباقية قبل النوم و بذلك انا لا استخدم أي وقت خلال العمل او انما استغل الوقت الضائع لانجاز 24 كتاب في السنة في اسوا الأحوال.

السؤال لك الان:

هل تملك هدفا تريد تحقيقه من خلال القراءة؟ هل هناك مهارة تريد تعلمها؟ هل تريد اثراء معلوماتك عن موضوع معين؟

اذا كنت تملك جوابا فهذا يعني انك قد حددت هدفك.

اما الساعة خلال اليوم فلقد شرحت لك اين تجدها.

ابحث عن ساعتك الذهبية الضائعة و ضاعف معرفتك بالقراءة و استمتع بالنجاحات القادمة.

إقرأ لتصبح محط أنظار الآخرين من خلال أفكارك التي ستتطور بالقراءة

إقرأ لتتميز فكل كتاب تقرأه هو خطوة للأمام تتقدم بها على أقرانك

إقرأ لتكن سيد الحديث عند أي لقاء إجتماعي

إقرأ ليستمع إليك الآخرين و يأخذون منك النصح

إقرأ هي أول كلمة قرآنية أنزلها الله سبحانه و تعالى

نصيحة بسيطة و جميلة أرجوا تجربتها

أكتب تاريخ أول كتاب تقرأه

بعد فترة ستتفاجئ كثيرا بأنه رأيك و أفكارك قد تطورت أو تغيرت

هنا يبدأ الحماس للكتاب الثاني و الثالث و لن تتوقف عن القراءة سترى كيف تطورت أفكارك و نضجت أراءك و توسعت آفاقك و تعمق إدراكك

ستشعر بأنك شخص آخر أكثر نضجاً و أكثر ثقافةً و أطلق لساناً مما كنت عليه قبل القراءة

كاتب الموضوع :دكتور زياد يوسف  .

ونقلته لكم للفائدة لأنه بصراحه اعجبني

المصدر :

https://goo.gl/m8cWtn