لو تدخل الله لوقف أي جريمة أو إعتداء أو خطأ أو مرض في العالم، لما استطاع أي إنسان أن يرتكب خطأ أو يمرض ، و لكانت الأرض مكاناً يوازي الجنة. و بالتالي فإن فكرة الحساب بعد هذه الحياة ليست لها معنى، لأن الكل ببساطة لن يستطيع أن يخطيء.

إن كون الإنسان مخيرا في القرارات التي يتخذها في حياته، تتسق تماماً مع عدم تدخل الله في أي من ما يحدث حولنا، و ترك القرار للإنسان أن يفعل الخير أو الشر. نعم إن المسؤولية فيما يجري من أي أحداث حولنا تقع علينا تماماً، و الإعتقاد بأن الإله هو شخصية مثل سوبرمان تتدخل عندما يحدث أي خطأ هو تصور يتنافى تماماً مع وجودنا في هذه الدنيا لنسأل لاحقاً على ما نفعله من خير أو شر.

إن مسئولية كل شيء على هذه الأرض في هذه الحياة مفوضة إلينا نحن.. فلو عالج الله كل الأمراض ، لما وجد على ظهر هذا الكوكب طبيباً أو عالماً أو باحثاً.. لأن الكل سينتظر سوبرمان ليفعل كل شيء له، حتى ليطهو له طعامه.

إذاً يتوجب على من ينفي وجود الله بسبب عدم تدخله لمنع الشر أن يسأل نفسه الأسئلة التالية... كيف يكون الإنسان مخيرا، و هناك من يمنعه من الإختيار من خلال تدخله؟... و كيف يكون هناك حساب في الآخرة، و هناك من يمنع أي خطأ أن يحدث في الدنيا؟

م.ز