يمكن تعريف العزلة بأنّها : قلّة و انخفاض التفاعل مع المجتمع المحيط و الآخرين ، فهي في أغلب الأحيان الشّخص هو الّذي يتحكّم في كونه منعزل أو لا ، لأن العزلة ليست مرض كالتّوحّد أو غيره من الأمراض النّفسيّة الّتي تغلب على الشّخص ، فهي في يد صاحبها ، فيلجأ بعض الأشخاص إلى عزلة من فترة إلى أخرى ليعيد حساباته و يرجع التّفكير في ما فعل و في ما قال في الفترة الماضية ، فهي صفاء للذّهن لتحديد الأهداف ووضع الخطط لبلوغها.
أمّا الوحدة أو الانطواء فهي : مشاعر شخصيّة و ذاتيّة ، فقد يشعر بالنقص و عدم الاعتزاز و الثقة بالنّفس و يسعر كذلك بالحرمان و عدم الرضا عن ذلك الفرق الكبير بين حياته الواقعيّة و الحياة المفعمة بالحيوية و الانتعاش الاجتماعي الّتي تدور في مخيّلته و يطمح إليها.
ف العديد من الأشخاص يتواجدون يوميّا خارج المنزل و يشعرون بالوحدة ، فهذا الشخص غير منعزل و لكنّه يشعر بالوحدة.
يمكن للوحدة أن تكون لأسباب وراثيّة أو لأسباب عائلية تنشأ في المنزل من مشاكل و نحوها ، أو لمعاملات خاطئة تصدر من الوالدين بحق طفلهما ، لهذا السبب الشعور بالوحدة يكون منذ الصغر في سن الطفولة و لكن أعراضها تظهر عند سن المراهقة المتأخّرة أي من 15 إلى 20 سنة و أعراض الوحدة و الانطواء كثيرة بإذن الله سنطرحها في وقت لاحق ، و يمكن التنويه بأنّ الوحدة و الانطواء تظهر بين الأولاد أكثر من البنات لأن عادةً ما تكون حياة الفتاة محصورة بين البيت و المدرسة و زيارة الأقارب فقط و تكون متعوّدة بعض الشّيء على الوحدة ، و ذلك على عكس الولد ( الفتى ) الّذي تتطلّب منه الحياة التواجد بين الناس بكثرة و الذّهاب و التّعرف على الأماكن حتّى و لو كانت داخل المدينة الّتي يعيش بها ، أي باختصار أن الفتى هو الأكثر تواجد خارج المنزل من الفتاة و ذلك يجعل الشعور بالوحدة لدى الفتى قوي و شبيه بالصّدمة و الشعور بعدم الرضا و الملل.
التعليقات