هنالك أناس من حولنا يجدون في بعض الأوقات في أنفسهم من طاقاتهم يُخيل إليهم لو أنهم أرادوا أن يخرجوها لبلغت أقاصي البلاد، وهنالك فئة أخرى تأخذها العاطفة الجياشة ( الوقتية* ) ليجد نفسه واهماً بأنه يستطيع تعلم كل فن من فنون العلم الذي ينتمي له.

يكثر مثل هذا الشعور في دروب السالكين للعلوم التي يتفرع منها الكثير والكثير من التخصصات كعلوم الحاسب مثلاً، فيتابع ذلك الواهم طريقه في دروب السراب فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، ثم يجدُ نفسه في نهاية الطريق الذي هو ليس بطريق سوي قد أضاع وقته وشغل نفسه فيما لا يدرُ عليه المال ولا العلم الذي ينتفع به ثم ينفع به الناس.

لذلك أوجه نصيحة لي أولاً ثم للسائرين في طلب العلوم وهي الرفق الرفق في الطلب، وأتركوا عنكم الطمع والجشع فالوعي والإدراك خيرٌ من أن تتسرع ثم تفشل.