السلام عليكم

على مائدة الطعام أخبرتنا أختي أن الخسوف سيبدأ معنا الساعة التاسعة وعشرين دقيقة ، وبهذا فتحت الحديث أمام أمي لتذكر التخاريف والخزعبلات القديمة عن الخسوف...

تحكي أمي عن جدتها رحمها الله وعن أمها، فتقول أن جدتها كانت تفسّر أن الكسوف هو مرض للقمر، ليس المرض حرفيًا! ولكن القمر المسكين يصارع المرض خلال وقت الخسوف ليتعافى، فإن فاز القمر سيرجع كل شيء طبيعي، وإلا فإن الأرض ستنقلب وتقوم القيامة، وبالطبع يجب علينا أن نبقى في سجادتنا فزعين ندعو الله أن يشفي القمر وينصره على مرضه.

أما ما تحكيه عن أمها فهو أكثر حداثة من مزاعم جدتها، فأمها تقول أن تلك مجرد خرافات، لكنها تؤمن أنه لا يجب على الحامل أن تخرج لمشاهدة الخسوف، فتصيبها الحكة في بطنها وإن لم تقاومها فستظهر شامه كبيرة على الطفل، بالطبع هذا يبدو غير منطقي، ولكنها تستدل برجل تزعم جدتي أنها شاهدت الخسوف مع أمه عندما كانت حامل به، هذا الرجل يحمل شامة هلال كبير كوشم على جبهته ! بالطبع لأن أمه حكّت بطنها وهي تشاهد الخسوف!

وفي كل الحالات، حتى لو تم اثبات ظهور الشامه لا يرتبط بالخسوف علميًا، فإن الكثير سيبقى يحتاط تجاه هذه الامور،

يعني ما الذي سيحصل لكِ إن لم تشاهدي الخسوف؟ ألا تستطيعين الامتناع عن تلك الأشياء البسيطة التي لا تثقل عليكِ في شيء؟