هل بالمَنطق سنتوصل إلى كُل شيء؟

بالطبع لا. فقد أثبت Godel محدودية أي نظام بديهي (يشمل مسلمات إضافة إلى قواعد منطقية لاستخراج النظريات) بمبرهنة عدم الاكتمال سنة 1931. طبعا هذا من منظور رياضياتي ومنطقي بحت. فما بالك عندما يتعلق الأمور بأمور إيمانية غالبا ما يكون الشعور النفسي والمنظور الشخصي هو الدافع الأساسي لاحتظانها بدل حجج منطقية مجردة.

أرى أن القناعات الإيمانية والغيبية منبعها في الأساس سيكولوجية الفرد أحيانا يؤثر عليها بشكل كبير الغرور، الإنبهار، الشك المفرط، أحداث سابقة، ... والتي نحاول في الغالب إعطائها لباسا منطقيا إلى حد ما من أجل أن نشعر بالراحة ولكنها تبقى في الأخير إيمانيات حتى وإن بدت ظاهريا أن حقائق.

لوكان كل المعارف في هذا العالم منطقية بشكل رياضي ومضبوط لكان العالم مكانا مملا جدا. في الحقيقة كان هذا حلم David Hilbert الذي أراد بناء آلة منطقية (برنامجا) لإثبات وبرهنة كل نظرية صحيحة في الرياضيات لكن Godel، Turing و أخرون حطموا هذا الحلم.

أعتقد أن الحقيقة المطلقة لن نراها في هذا العالم حتى نصل إلى نهايته لأن هناك حدودا للعقل والمنطق (طبعا هذا لا يعني أن تؤمن بأي خرافة) وإنما سيكون علينا أن نؤمن بها لأنها في الأساس أحد مميزات إنسانيتنا.

و لكن هل هذا هو الصحيح فعلاً، ربما لو كان الإقناع بين الشخص و نفسه، هل يجب أن نستدل على كل الأشياء بالعقل و المنطق؟ أم هل يوجد توليفة أٌخرى أكثر صحةً و ثباتاً من المنطق فحسب؟أم هل يوجد أشياء يستدل عليها بالعاطفة فحسب؟ و إذا كان هذا صحيحاً، كيف تعرف ما هي الطريقة الصحيحة؟ متى تصدق حدسك فقط و تضع العقل جانباً؟

كل ما تقدمنا وجدنا بشكل أو بآخر أن العلم يساند المشاعر ويتحدى المنطق، عشوائية العالم تتحدى المنطق، ارتباط طل من في الكون ببعضهم البعض يتحدى المنطق ويدعم اللاوعي البشري، أو المشاعر، المشكلة أننا جزء من الكون ولا نفكر على أننا جزء منه، فمشاعرنا هي أيضًا جزء من الكون وتعبر عنه، لذا يمكنك الوثوق في المشاعر عندما تتعامل مع الكون على أنك جزء منه، وعندما لا تفكر في الكون لا تثق في المشاعر، التوليفة الوحيدة الموجودة هي الاحتمالات، والمشكلة أننا نحن من نحول الاحتمالات للوجود او العدم، لذا التوليفة الأصح هو أن نتعامل مع المنطق مع المشاعر جنبًا بجنب، ونحرص على أن نضمن أنفسنا في المنطق ونعي دورنا، بالتأكيد يوجد اشياء يستدل عليها بالعاطفة فقط مثل الأخلاق فمنذ البدء والأخلاق كانت شيئًا عاطفيًا قبل ظهور الفلسفة وما إلى ذلك، ونصدق حدسنا عندما يفشل العقل كالعادة في الوصول لهدف.

ما هي طرقك بالتَوصّل إلى "الصحيح" و هل تُجدي نفعاً؟ كيف عرفت ذلك؟

أولًا الإيمان الأعمى بما أنوي الهجوم به أو الدفاع عنه، ثانيًا استخدام كل ما أستطيع الوصول اليه مع مراعاة ألا تكون حجة فاسدة، ثم الاعتماد على من أناقشه على أنه لديه الصبر أو الغضب الكافيين ليستمر النقاش دائرًا، وبعد ذلك إما أن تنتهي حججي فأقتنع أو تنتهي حججه فأستمر في مناقشة نفسي بوضع الحجج المضادة علي، ونعم حتى الآن فهي تجدي نفعًا، على الأقل في جعلي أشعر أنني على صواب وافراز بعض الهرمونات، أما بالتوصل إلى الصحيح الغيبي (مثل الاله) فانا أثق في مشاعري وأحاسيسي بوجود هذا الغيبي، رغم ادراكي أنه من الممكن أن يدعي الغير أنه لا يشعر به.

اذا كنت تقصدين العلم التجريبي فطبعا لا , لان له مجالا محدودا

انا اعتقد ان المنطق اوسع من ذلك و هو يشمل كل الواقع بما فيها الاشياء التي لا يستطيع العلم تفسيرها

طرق المعرفة حسب ديكارت

هي الاستنتاج (اما الانتقال من العام الى الخاص او العكس) و الذي يلتزم بالمنطق

و الطريق الثاني هو الحدس و هو معرفة بدون دليل بل تأتي الافكار مباشرة

ذكرتني بمشهد من فيلم interstellar

باسم الله الواحد الأحد الفردُ الصمد.

بادئ كُل ذِي بدأ، ينبغي علينا أن نحرصَ على تعريف "المنطق"، ثم نفحصَ في "هل ينبغي علينا أن نلتزم بالمنطق"؟ وسأعرّج على وجود الله في الأخير.

فنقول:

إن المنطق هو: آلةٌ تعصمُ "مراعاتها" الذهن من الوقوع في الخطأ(1).

أما العلم: فهو حصولُ صورة الشيء في العقل.(1)

والمنطقُ هو آلة العُلم، وليسَ العِلمَ ذاته، بل هو كالرياضيات من الفيزياء.

فننظرُ في العلم الآن إلى ماذا ينقسم؟

ينقسمُ العلم لدى الفلاسفة (لاحظ ليس المنطقيين) إلى قسمين:

علمُ حصوليٌ: وهو ما يحتاج في كسبه إلى نظر وفكر.

وعلمٌ بديهي: وهو مالا يحتاجُ في كسبه إلى نظر وفِكر.

والعلمُ البديهي، هو العلمُ القائم في النفس: كقانون الهويّة، وكقانون الثالث المرفوع، وقانون عدمِ التناقض.. فإن هذه القوانين لا يمكن الاستدلالُ على صحّتها بالمنطق أبدًا، كما قال الأخ @anotheruser أن Godel أثبت في "مبرهنة عدم الاكتمال" أن كُل نظامٍ منطقي، توجد مسلمة لا يمكن البرهنة عليها من المسلمات الأخرى، لذلك فهي تأخذُ صحّتها من ذاتها، ولا يمكن الطعنُ فيها بأي شكلٍ من الأشكال، وإن طُعن: فقد هُدمَ العلمُ الذي يُرادُ الحصول عليه، بالتالي من أرادَ العلمَ والتزوّد منه ينبغي عليه أن يُسلّم بصحّة هذه المسلمة وأن ينطلق منها مركبًا.

وقد يُستغرب لماذا لا يمكن أن يُبرهن عليها؟ لأنها ببساطة مبدأ الشيء، ومعلومٌ أن مبدأ الشيء ليسَ مِنه بداهةً، كما أن فِي علم النحو (الاثنين هي مبدأ المثنى، لكنّها ليست منه بل لواحقٌ به).

بالتالي، وبعدَ أن أوضحنا أن العلم البديهي لا يمكن الاستدلال على صحّته، نقولُ الآن:

لماذا ينبغي علينا إذن أن نلتزم بالمنطق؟

فنقول:

إن نسبة "علم المنطق" إلى الذهن، هو بمثابة نسبة "علم النحو" إلى اللفظ، لذلك، فإن مُراعاة علم المنطق حين النظر، هو بمثابة مراعاة علم النحو حين اللفظ.. فإن العالم بعلم النحو، إن لم يُراعي أن يكون لفظه كما يقول علم النحو، لم يستفد منه ولم يحقق الفائدة منه.

أما المنطق بذاته، فإن حَدّ الإنسان لدى الفلاسفة(كما قال أرسطو والفارابي وابن سينا وابن رشد وغيرهم): هو حيوان(جنسه) ناطق(فصله)-مع مراعاة أن النطق هاهنا المُراد به القوّة الناطقيّة التِي هي المنطق.

بالتالي، نقول أن الإنسان من ذاته"منطقي"، ولا ينفصلُ عن المنطق إنفصالًا تامًا، بل إنه مفطورٌ على المنطق، ولا ينفصلُ عن المنطق إلا لخللٍ في فطرته.

لذلك، فإن "مراعاة" علم المنطق، يزيدُ من القوّة الناطقيّة، ويجعلها تؤدي مهامها على أتمّ وجه، حيث حين الفحصِ في قضايا العلوم الأخرى(التي هي حصولية-كسبيّة): نجد أننا بحاجة للمنطق للاستدلالِ على صحّة ما نقول، ومن كان يراعي علم المنطق فإنه سيكون أوضحهم استدلالًا وأكثرهم قوّة في الحجّة.

خلاصة القول: أن المَنطق هو المُنظمُ لعمليّة الفكر، يصححها ويجعلها واضحةً في الذهن، ولهذا فوائدُ عديدة على المستوى الاجتماعي (كأن يحسّن التواصلُ بينَ أفراد المجتمع).. وليسَ هذا موضعه لبسطه.

أما في مسألة وجود الله، فنحنُ خُلقنا في هذه الطبيعة، ووجدنا فيها وجودًا غريبًا عنّا، لسنا من أراده، ولسنا من ابتغاه، لكننا أوتينا الملكة على النظر، والتفكّر.. فنقول:

إن المتفكّر في الطبيعة، والباحثُ في عللها وأسبابها، يتدرّج في علمه، من الحواس إلى المجرّدات، فينظرُ في الطبيعةِ باحثًا عن عللها، فستواجهه عدّة مشكلات في تفسير الطبيعة: أبرزها وأهمها مشكلة السببية، ومشكلة "ثبات أفعال الطبيعة على ما هي عليه".

فإنه إن حاول تفسير الطبيعة بعلمه الطبيعي"الفيزياء"، فإنه يؤمن بالعلل"السببية"، وبالتالي نقول:

إن العلّة لابد لها من معلول، بالتالِي فإن لكل علةٍ في هذا الكون(وليس الوجود) معلولًا، فإن أنكرَ أن لكل معلولٍ علّة فقد أنكرَ علمه الذي هو "الفيزياء" ودمّره، بالتالي هو يقعُ في تناقضٍ منطقيّ مع نفسه، ويكون علمه الذي يبحثُ فيه علمًا عبثيًا، لا فائدة منه.

لذلك نقول، أنتَ أمام خيارين: إمّا أن تُؤمن بعلّة أولى هي منشأ الأشياء(هو الله-أما الاستدلالُ على صفاتِ الله وأنه هو ذاته الله الذي في الإسلام فهذا مبحثٌ آخر ليس هذا موضعه-)، وإما أن تنكرها وتقع في تناقضٍ مع نفسك.. بالتالِي، فأنت نظرًا لأنك عالمٌ، تريد تفسير الطبيعة، يجبُ عليك أن تؤمن بعلّة أولى وإلا فعليك السلام :)

بالتالي، نرى أن المسألة هاهنا مسألة منطقيّة بحتة، وهي حاجةٌ فطريةٌ منشأ النفس "البديهيات العقلية"، فإن أنكرها فإن يقع في تناقضٌ مع نفسه، وهذا هو ظلم الإنسان لنفسه.. أما من أنكر البديهيات، فسلامٌ عليه سلامًا تامًا، إنما عليّ البلاغ وليس عليّ هدايتك.

هذا خلاصة القول، والحمدُلله الأول فليس قبله شيء، والآخرُ فليس بعده شيء.

(1) - المنطق ، رضا المظفّر.

التفكير يجب ان يكون بعملية منطقيا طبعا وليس بالعاطفة وحدها لانك لا تعلمين اي نقص جاءت منه العاطفة .. لذا يجب ان تفكر هل اسباب معينة تؤدي الى نتائج معينة ام لا؟ تأخذ حججا وتختبر صحتها بتفكير اكثر حولها او بالتفكير بمثال معاكس او بالقياس وماشابه لمعرفة اذا كان امر ما ممكنا او غير ممكن.. ولكن بخصوص كون الامور 'بالعلم المثبت' فقط اي إن لم يكن هناك دليل ملموس على شيء فلن نفكر فيه لان هذا يعني انه غير موجود فهذا هراء.

عالم ما وراء الطبيعه موجود والكل يعلم انه موجود ولكنهم يختارون تجاهله فقط لانهم ليست لديهم بعد أدلة ملموسة حوله .. ولكن الله عز وجل كمثال هناك الكثيير من الدلائل حولنا في العالم الذي نفهمه وفكريا ومنطقيا دلائل وضعها لوجوده بعمليات تفكير صحيحة سيستدل الانسان آخر الامر الى وجود إله ما حتما!

عقل الانسان مهيئ لمثل هذا وقادر على مثل هذا من التفكير بما هو اكبر منه.

لذلك الاكتفاء بالعالم الملموس وظن ان هذا هو فقط الامر جهل وحد كبير للإنسان والحياة لاداعي له!

(يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ * أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ۗ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)

[Surat Ar-Rum 7 - 8]

(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)

[Surat Al-Jathiya 24]

بالنسبة ل:

أًضمن هذا لأشياء أخرى مثل اختيارك لتخصصك الجامعي، ثقتك بأشخاص معينين، أو حتى في الخروج من مآزق معينة.

ههههه في بعض الامور هناك دعم من العقل اللاواعي احيانا تجدين نفسك تاخذين ردة فعل سريعا ولكنها صحيحة لانها في العقل اللاواعي مستندة الى اشياء صحيحة -مثلا استدلالك على شخص ايستحق الثقة ام لا، مثلا لا اثق بكثيري الثرثرة اكثر من اللازم لا اراديا ثم انتبه لاحقا لماذا .. العقل مدرب بشكل او اخر- .. واحيانا لا .. لانه كما قلت العاطفة او ردود الفعل تاتي احيانا من امور غير منطقية مثلا سانفر من شخص فقط لانه من جنسية معينة ولن اعرف لماذا .. لاحقا وانا جالسة مع نفسي ساقول عيب عليك بس عشانه من الجنسية الفلانية يعني؟

عامة لايمكن الفصل بين الشيئين لان العاطفة اساسا مستندة الى اشياء اختبرتيها فتفسرين تبعا لها مثلا لذلك هي ذاتها بها شيء من المنطقية ولكن مازال يجب ان تحدثي قاعدة البيانات التي تقررين بناء عليها على الدوام وذلك بالتفكير فعلا في الشخص الذي تثقين به والقرار الذي تتخذينه وما الى ذلك لان هناك امورا لم تكوني محيطة بها علما من قبل وعواطفك-شعورك بالراحه تجاه قرار ام لا- ليست على علم بهذا الامور .. لذا الجلوس والتفكير حولها سيغير عواطفك لما يمدها باسباب أفضل ومحدثة! =)

• من هذا وذاك، والأولى اتباع كل الطرق معا للوصول، وفيما يخص الإيمان فلا يعتمد على المنطق وحسب ولكن ما يثبته ويجعله يقيناً هو الشعور والحدث في هذا المعتقد الذي يثبته ويجعله يقيناً. فالأمر خليط بينهم.

عندما تكون على معرفة بسلفيين متشددين فسيخبرونك كل 5 دقائق أن العقل محدود وأن استخدامه بكثرة خطأ، خاصة إن أظهرت لهم مدى اعتمادك عليه (كما فعلت انا)، كثرة ترديدهم هذا الهراء لي جعلني افكر بسؤالك...

ما اراه أن العقل محدود، ونتائجه تتأثر بالحالة النفسية لا محالة، ولكن هو الطريق الوحيد الصحيح، غيره لا يوجد الا التسليم والانقياد.

لن يعطنا الله عقولا -ولو كانت قاصرة- ثم يعطنا شرائع مخالفة لها..

أنا أتبع المنطق، والأمور المتعارف عليها بشكل عام، مثلًا هل من المنطقي أن أجلس على الكرسي الفارغ الذي أمامي أم أصمم على الجلوس على الكرسي الذي يجلس عليه أحدهم فقط وبدون أسباب وأدلة؟ وقس على ذلك

كلامك في الصميم !

انت عبرتي فعلا بما يدور في بالي عندما اتناقش في الأمور الدينية.

للأسف المنطق والعقل محدودين فعلا ...

الشئ الوحيد الحقيقي في نظري هي المشاعر والعواطف.

وبما انه شئ نمتلكه

لماذا لا نستخدمه ؟

اي فكرة تريحك عن ما هو وراء الوجود فآمن بها.

لأن بصراحة كل الأفكار ممكنة.

فاذا يريحك أن هذا الكون جاء صدفة وأن حياتنا بدون معنى فليس هناك مانع ... واذا يريحك أن الخالق سيعذب بالنار من لم يؤمن به فليس هناك مانع ايضا ...واذا تريحك فكرة اننا سنولد مرة ثانية في هيئة حيوان فليس هناك مانع ايضا.

فلم يمت احد منا من قبل ليتكأد !

• بالمناسبة انا لا تريحني اي فكرة من الأفكار التى في الاعلى.