مرحباّ جميعاّ!

تقف في مواجهة الحلم، مكانك عند قارعة الطريق، في خانة المواجهة تحديدا. وأنت تكافح، تمسك بفأسك وتهوي به على كل من/ما من شأنه أن يقف في طريق حلمك. وفي أحشاء دماغك تنبت فكرة: أنهم كلهم قد حصلوا على من/ما يقف عائقاّ أمام تحقيق أحلامهم، كلهم فعلوا قدرما استطاعوا. ولكنهم بهراواتهم تلك قصفوا أي اعتبار للواقع، نصبوا شراع الحلم، ونصّبوا علمه علم تكوينهم!

يمكنك أن تقول أنهم خيراً فعلوا.لقد أرادوا، وإذ ذاك فقد فعلوا ما أرادوا، لأنهم أرادوه حقاّ.

أنت تحب ذلك، تقتدي به، وتظن أنه "خيراً فعلوا" وأنه بالفعل بذاك وحده ننهض بأنفسنا ونتحدى الواقع والمجتمع، ونصل إلى قمة ما نريد.

وضعت - أنت أيضاً - حلمك نصب عينيك. كافحت من أجله. استمتّ ضعفك وقواك، حريتك وقيود الحقيقة، أنهيت ذلك كله باعتباره (وهماً) وأبقيت على حلمك وحده حقيقةً لا مفرّ منها. ناضلت من أجله بكل عزم وإصرار، حتى اقتربت من تحقيقه (من دون أن تكترث أنه ليس هو الحلم حقاً، إنما هو طريق العبور نحو حلم أكبر)، حتى اقتربت من تحقيقه، أصبح باستطاعتك الآن مد يديك لتتحسس مخمليته الناعمة، صوفيته الرجولية، باستطاعتك شم رائحته تمر من تحت أنفك، و باستطاعتك سماع أصوات النصر تفوح من مكان قريب. وفي لحظةٍ يختلط فيها الوهم بالحقيقة، والحقيقة بالوهم، تبدأ الرائحة بالتلاشي، وتنهار أصوات النصر، وتتكسر القماشية الناعمة والرجولية - لتكتشف أنه لم يكن حلمك، إنما كان مشروع وهم وضعه دماغك بين أصناف الأحلام المتنوعة!

ماذا تفعل؟!

عليك أن تنهار، وفقط من أجل أن تحافظ على توازنك، عليك أن تنهار! أترفع شراع السفينة مجدداً وتكمل الطريق؟ أم تعود خائباً بين آلاف الجثث لأشخاص تعثرت أحلامهم بالواقع، تختلف عنهم فقط بأن الواقع من تعثر بحلمك؟

أم تعاود بناء سفينة جديدة، تنصب أشرعة جديدة، تضغط زراً فتتحول سفينتك إلى طائرة وتطير؟

علّكم قرأتم، ابنوا على أساس ما قرأتم نموذجا تخيليا لحلم تبين لصاحبه أنه كاذب، اقترحوا حلولا له لماذاا يفعل، أو أكملوا قصتكم وأخبرونا حقاً ماذا فعل

ناقشوا الفكرة!