وضع @طريف يده على موضوع مهم في احد تعليقاته قال فيه

ليس مقصدي التقليل من أهمية القراءة أو الاختصاص. بل دفاعًا عنهما؛ أقصد إن كنا سنمضي أعمارنا في دراسة مجلدات اللغات والتواريخ ومقارنة الأديان فكيف سنحصل على الطبيب المختص الذي قرأ ما لا يقل عن ألف كتاب في مجاله. في المنهج الذي قدمتَه - البشرية ستترك مشاغلها وتتحول لحجّاج حول الأرض كلُ يبحث في دين الآخر.

تعقيب بسيط: عدد الاطباء في كثير من المدن العربية اكثر من كاف كما ان هناك ازمات للمتخرجين منهم ومن اقسام الصيدلة لايجاد شغل هناك فعلا مشكلة في التوظيف وبيئة الدولة لكن هناك ايضا عامل اخر مهم هو -الاقتراب من نقطة التشبع- بعد ضخ الاطفال بالجملة وبالازدحام نحو تخصصات تعطيك راتبا واحتراما في مجتمع (لم يصبح كما كان في زمن ابائنا). راجع ازمة الصيادلة في الجزائر

http://bit.ly/2t0nADX

وبعد تامل رأيت ان وجهة نظره معقولة وقد قلتها بشكل اخر من قبل في مصطلح سميته (استحالة قراءة الفلسفة) رابط المساهمة:

ما اود قوله هو ان مفهوم المجتمع الاسلامي كالجسد الواحد. لوكان المجموع جيدا لقُرأت جميع كتب التراث مثلا. وكان يومي سيكون النوم على بودكاست من مصمم عربي والنهوض على نشرة اخبار مفصلة من هايبر ستيج السورية وقراءة ملخصات احدث الكتب من موقع عربي الى مشاهدة فيديوهات مفيدة جدا مثل الدحيح لكن في مختلف المجالات ما اود قوله هو ما يشابه مثلما حدث في ازمة تمويل الناسا ورد كارل ساجان على المعترضين على الانفاق بشكل اقنع اعتى المعارضين.. كارل ساجان وسلسة ستار تريك وكتب الخيال العلمي خلقت الجو (العام) الموجد ليكون المجتمع كوحدة واحدة لا يعزب عنه اي من ثراثه وعلومه الاصيلة لو كنا كذلك لكان الوحدة العربية والاسلامية لا تعزب عنها كتب الزجاجي او سيبويه او نفطويه لان المجموع يعرفها لكن كفرد لا ... للتقريب المجتمع الامريكي متطور فعلا كوحدة لكن لما تذهب للافراد تجد ان 14 بالمئة منهم يؤمنون بنظرية المؤامرة ونظريات اخرى غير علمية البتة.

مثال من الامثلة الممتازة @forabi :

قارئ/مشاهد نهم لكل ما يتعلق بعلوم الحاسوب من كتب ومقالات ومطلع على أحدث أخبار لغات البرمجة عامة وتطوير الويب خاصة وبالتحديد الأداء والأمان وعلم التشفير Cryptography ومتابع لأبرز مطوري الويب من Google وFacebook وحول العالم، من بين القراء الـ١٪ الأكثر قراءة على Pocket لعام ٢٠١٤، من بين القراء الـ٥٪ الأكثر قراءة على Pocket لعام ٢٠١٦.

ففي مثل البيئة (الواحدة) التي فصلتها اعلاه تصبح خبرة الاستاذ محمد فواز عرابي متاحة للجميع ومجموع الامة -لا شخص محمد كشخص- هو من يصبح من بين القرأء الواحد بالمئة الاكثر قراءة.. تخيل الامر في مختلف المجالات والتطبيقات والنجاحات التي قد تنتج عنها...

(مجموعنا-مزاجنا-نمطنا- فزعتنا العلمية لو صح التعبير) متعبة بيئة غير موجودة بالتالي يرى البعض خطأ انه علينا ان نرمي التراث لانه حمل ثقيل ونحتضن الحداثة قلبا وقالبا وهذا ليس حلا.. الحل هو في اعادة تهيئة الجسد الواحد كما هو ليكون عقلا جمعيا واحدا لا يعزب عنه لا تراث ولا علوم حديثة...

لا ادري ان وصلت الفكرة لكني على الاقل حاولت.