لا أدري إلى أي مدى أصبح علينا مجاملة بعضنا البعض، بدأت أشك في أنه تحول إلى مطلب أجتماعي أكثر من كونه رأي شخصي، وفي أكثر من مرة أمر بتلك المواقف التي يفترض بها على حد تعبريهم أن تحتوي على مجاملة ولكني لا أجاملهم، أقول رأيي بصراحة.

الجدير بالذكر أنهم لا يسألون عن رأيك، بل يردونك أن تقول جواب محدد مرسوم مسبقًا في أذهانهم، وأي جواب آخر لم يكن متوقعًا يقابل باستياء وانزعاج شديد.

سأسرد لكم بعض التجارب الواقعية التي مررت بها:

  • بينما كنت أمشي مع أحد زملائي بدأ بالنشيد، ثم سكت فجأه وسألني عن رأيي في صوته، قلت له بأن صوته عادي، ليس جميلًا ولكنه أيضًا ليس سيئًا، في الوسط بينهما. أتفاجئ بأنه أنصدم من جوابي، ثم قالها بكل بصراحه "لا يا أخي، كان عليك أن تجاملني، وترفع من معنوياتي".

رددت عليه بأن المجاملة في مواقف كهذه لا تفيد، بل هي كذب محض، أن أخبرك بأن صوتك جميل وما هو بجميل، ثم أتهمني لاحقًا بأنني صعب المعشر ومن المستحيل أن يعيش معي أحد إذا استمريت هكذا. حسنًا سأكون سعيدًا بأن أبقى وحدي في هذه الحالة :}

  • يسألني أحدهم عن مستواه في شيء ما، في هذه الحالة الموضوع ليس له علاقة بالمجاملة إطلاقًا، فالمجاملة في هذه المواقف ضررها أكبر من نفعها، إذا كذبت عليه وقلت بأن مستواه رائع سيتوقف مكانه ولن يتطور، لذا الأفضل إخباره بمكانه بالضبط، بدون مجاملات، ونعم أعلم بأن علي أن أقولها بأسلوب جميل ومهذب.

وبعد أن أخبرته برأيي في مستواه بدأ بالدفاع عن نفسه، وأن مستواه أفضل ...، من الواضح أنه كان يتوقع مني شيء محدد وصدم بحصوله على خلافه.

  • ذات مره قام أحدهم بكتابة نص لقصة، وأرسل لي مجموعة من فقراتها لأخبره برأيي فيها، ذكرت النقاط الإيجابية والسلبية، ثم أخبرته برأيي الشخصي والذي تضمن بأن أسلوب الكتابة لم يعجبني. بدأ يدافع عن رأيه وبأن الأسلوب ليس مهم بقدر أهمية الفائدة المستخلصة من القصة، ثم سألني هل سأقرأها أم لا؟

بالطبع أجبت بلا ووضحت بأنه لا يمكنني قرأت أي شيء إذا كان أسلوبه الكتابي لم يعجبني. فرد قائلًا بأنني "أقرأ كتب الكفار" ولكن يضرني قراءة ما كتبه.

ومع كل هذا ما زلت صامدًا في وجه المجاملة، مؤمنًا بأن الصراحة والواقعية -بأسلوب جميل ومهذب طبعًا- هي الأفضل :)