تحياتي لكم جميعاً أعضاء I/O ، مرّت فترة طويلة نسبياً من وجودي هنا لإنشغالات عديدة .. اتمنى ان تكونوا جميعاً بخير :)

==

من بداية رمضان اتابع برنامج النبأ العظيم الذي يستضيف المفكر السوري محمد شحرور .. الرجل بشكل عام أعرفه من فتـرة طويلة جداً ، ربما منذ مطلع هذه الألفية عبر كتبه المثيرة للجدل ، التي يقدم من خلالها تفسيراً مغايراً شاملاً للنص القرآني في إطار مزيج من فلسفة وعلم واستنتاجات جديدة ..

من أفضل ما سمعته منه ، أنه حكى أن بعد نكسة العام 1967 التي هُزم فيها العرب ، سمع الخطيب في أول صلاة جمعة صلّاها في دمشق بعد الهزيمة : أننا هُزمنا من اليهود لان نساءنا كاسيات عاريات ..

فقال في نفسه : والنساء الاسرائيليات كاسيات عاريات أيضاً وهزمونا هزيمة مُفجعة !

ثم بعدها بقليل ، قابل شخصاً شيوعياً ، أخبره بأن العرب هُزموا لأنهم يصومون رمضان ( شيوعي يستنكر صوم رمضان يعني ، ويعتبره مظهراً من مظاهر التخلف ) ..

فقال في نفسه : والاسرائيليون يصومون ويصلون ويؤدون عباداتهم وشعائرهم وطقوسهم ، ومع ذلك هزمونا ..

من ثم عرف بعدها ان هناك " خلل " في العقل العربي ، وأن طبيعة التفكير العربية منحصرة في أمور شديدة السذاجة والسخافة لا علاقة لها بالواقع ولا بالحقيقة ..

وهو ما أتفق معه بشدة في كل حرف مما قاله في هذه الجزئية تحديداً ..

=====

سؤالي ( لمن يعرفه ) : ما رأيك في ما يقدّمه ؟ .. سواءً كان رأيك بالإيجاب أو السلب ، اعطني بعض الأمثلة عمّا تميل له في طرحه ، وما ترفضه .. الميكروفون معك ..

====

لمن لا يعرفه :

مفكر سوري انتهج منهجاً مختلفاً تماماً في دراسة القرآن وتأويلاته ، يختلف عن كل الثوابت التي انطلقت على مدار التاريخ ..

ينكر ان هناك اي ترادف في القرآن .. يعني كلمة ( أب ) تختلف عن كلمة ( والد ) .. وبالتالي كل منهما له استنباطاته ، وهو تغيير كامل في فهم النص الديني ..

فلا أقسم بمواقع النجوم .. لا تعني " النجوم " في السماء ، وإنما أماكن التنجيم داخل النص القرآني نفسه " وقفات بين الآيات " ..

عمر نوح لم يكن 950 عاما ، بل هو حساب للسنين وفقاً لطريقة الحساب أثناء العصر الذي كان نوحاً موجوداً فيه .. فرق كبير في المعنى بين " جاء " و " أتى" في القرآن .. تفسير مختلف تماماً لمفهوم " العرش " و " الكرسي " ، وخلق الإنسان ..

هناك فرق بين " الكتاب " و " القرآن " و " الذكـر " و " الفرقان " ..

هناك فرق كبير بين " الإنزال " و " التنزيل " ..

هناك فرق هائل بين كلمة " بشر " و " إنسـان " في القرآن ..

وغيرها العشرات من المعاني التي تعتبر بمنطلقات مختلفة كلياً عما هو سائد على مدى قرون ، بعضها أعجبني بشدة ، وبعضها استبعدته تماماً ، وبعضها محل الدراسة ..

===

ملحوظة

من المستحيل التعامل مع فكر الشحرور بإعتباره فكر ديني فقط ، الرجل أصاب بكل مجالات الفكر بسهم ، أحياناً يتكلم عن الفلسفة والادب والرياضيات والانسانيات .. وهو ما يجعل الموضوع ثقافياً أكثر منه منحصراً في الفكر الاسلامي فقط ..