لســت أنا أول من يكتــب عن هــذه الظاهــرة ولا الأخيــر. إذا قــرأت هذا الموضـــوع أعرف أننـي لازلــت أنتــظر شخــص بينــي وبينــه موعــد منذ أكثــر من نصــف ساعــة.

لا أعــلم كيــف لا يشعــر بعــض النــاس بالمسـؤوليــّــة حيــال المواعيـــد. أنزعــج جــداً عندمــا يحجــز أحــدهم جــزء من وقتــي يجعلنـــي أفعــل لا شــيء غيــر أني أنتــظر. أكــاد لا أتحمــّـل الدقيقــة.

الشــعور يشبــــه تمتــاماً شعــور المهــتم بالألعــاب الأكترونيـــة عندمــا يشـــاهد شاشــة Loading الــذي لا يعــرف متــى تنتهــي. بــل وأكثــر. عــلى الأقــل ذلك اللاعــب يتعــامل مع جهــاز تسليــــة، بينمـــا المزعــج هــو التعامــل مع بشــر لا تعـــرف كــم المــدة المتبقــــية لوصـــول هــذا الشــخص الــذي يجهــز أعــذار التأخيــر قبــل يوميــن من الموعــد. مـا هذا المــزاج؟ أو عدم الإكتــراث بالآخريـــن.

تزعجــني أيضــاً الأعـــذار التي تتكــرر وتتشـــابه. هــل هؤلاء البشــر الذيــن لايهتمــون بالوقــت يعانــون من مــرض أخلاقي، أم أنــا مجنــون وغاضــب لأني لم أتوقـّــع هذا التأخيــر ولــم أجد خطط بدليـــة في حــال تأخــر أحدهــم بمَ أقضــي وقت الإنــــتظار.

فــي هذا الزمــن، الوقــت من ذهــب أكثــر من ذي قبــل، مما يجعلنـــي أتعجــّـب من الأشخــاص الذيـــن أعتــادوا على التــأخيــر. تأخيــر في مواعيــد العمــل، الدراســـة وعلى المواعيــد الشخصيــّــة، بأسبــاب متكــررة ومتشابـــهة يبدون أسفهــم عــلى أسسهــا.

إلــى هذه الفقــرة، تأخــر أكثر من ساعــة، وأتصــل يقــول تبقــّى له دقيقتــين للوصــول. هذه الدقيقــتين سمعتهــا قبل نصف ساعة أيضــاً. أظن أننــي قررت الرحيــل.