على غرار قسمة عدد على صفر كفر


التعليقات

قال لنا دكتور أحد المواد بأنه لو وجد طالباً في السنة الأخيرة وليس يحفظ السلم الزمني الجيولوجي -بمثابة جدول الضرب للجيولوجي- فلو كان بإمكانه أن يرسبه في كل السنة وليس فقط في مادته لفعل.

ذكرني كلامك بحدث صار لأحد زملائي في الجامعة، عندما دخل إلى الاختبار النهائي بدون أن ينام، ومن كثرة تعبه وإرهاقه أخطأ خطئًا فادحًا في الإجابة على أحد الأسئلة، إلى أنه أجاب بشكل صحيح على بقية الأسئلة.

السؤال مشابه لمن هو أكثر شخص مؤثر في الإسلام؟ فتجيب بـ: عبد الله بن أبي بن سلول.

طبيعيًا وبغض النظر عن أي سؤال أخطأ فيه سينجح إذا كانت لديه إجابات صحيحة كافية، إلا أن أستاذ المادة أبى إلا الرسوب، ورفض أن يعدل درجته، ولم تفلح جميع محاولات الطالب لتغيير النتيجة، تمامًا كما حدث معي (1).

نعم أعلم بأن خطأ كهذا فادح بشكل مهول، ولكن القوانين هي واحد، لكل سؤال درجة، بغض النظر أكانت إجابة صحيحة أم خاطة، ولا يعقل أن تحرم طالبًا حقه في النجاح بسبب خطأ واحد، سواءً صغر أم كبر.

(1)

قصتك مؤسفة وقد حصل معي مواقف مشابهة وراجعت رئيس القسم ولكن من سيقف في صف الطالب، ليس ذلك من مصلحته. أكيد لست مع فعل هؤلاء المدرسين، وفي نفس الوقت أرى يجب النظر في حلول أخرى غير ترسيب الطالب بالنسبة للمثال، وقد ذكرت لأجل موضوع السهو "ولكن الإجابات السابقة -إن كانت عن اقتناع- "

"ولكن الإجابات السابقة -إن كانت عن اقتناع- "

بغض النظر عن معتقد الطالب، لا يحق للمعلم أن يحاسبه على معتقده، درجة السؤال تبقى واحدة، سواءً أخطأ فيها مسلم أم غير مسلم.

أعتقد بأن هذا التفكير سيقودنا لشيء أخطر مستقبلًا:

  • عندما يقطع الإشارة شخص في الأربعين من عمرة يغرم بالمبلغ المحدد، وإذا قطع الإشارة شاب معروف عنه التفحيط يغرم ويزج به في السجن أيضًا.

  • عندما يشرب مسلم الخمر يقام عليه الحد، وعندما يشرب الخمر نصراني يغرم ويقام عليه الحد ويسجن .

  • عندما يزني مسلم يُستر ويقام عليه الحد في السر، وعندما يزني يهودي يشهر به ويقام عليه الحد في العلن.

  • عندما يسرق مسلم تقطع يده، و عندما يسرق صاحب فكر متطرف أو غير مسلم يقتل.

وعلى هذا فقس... لا يمكن بناء الأحكام على المعتقدات لأنها شيء لا يُحاسِب عليه إلا الله، القوانين والأنظمة تطبق كما هي وبدون تغيير مع الجميع.

ليس كلامي عن المعتقدات، بالحديث عن القصة التي ذكرتها، إن كان طالب شريعة هو الذي أخطأ ذلك الخطأ ولم يكن ذلك سهواً منه فهذا لا يستحق أن ينال الإجازة في الشريعة، هذا ما قصدته، وقس عليه بالنسبة للفروع الأخرى


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

96.6 ألف متابع