أغلب الناس اليوم ممن ليس لديهم أطفال، يودون الإنجاب. لماذا؟

حتى من لديه أطفال، منهم من يود إنجاب أكثر. لماذا؟

لماذا نريد إضافة المزيد للسبع مليارات الذين يسكنون العالم؟

أيا كان الجواب، فالقليل من يفكرون في الطفل، هل من الجيد له أن يولد في عالمنا؟

ما هو نوع الحياة التي سيعيشها هذا الطفل؟

لو أخبرك الطبيب أثناء الحمل أن طفلك سيولد بعطب جيني أو إعاقة جسدية، هل ستكمل الحمل؟

ربما الكثير من الناس سيجيبون بلا.

لكن لماذا نفكر دائما في الأمراض والإعاقات الجسدية فقط؟

لماذا لا نفكر في الحياة نفسها؟ هل تستحق أن يعيشها هذا الطفل؟

متى تكون قيمة هذه الحياة سببا كافيا للإنجاب؟

هل الحياة التي نعيشها الآن بتلك الروعة التي ستجعلك تتمنى لطفلك المستقبلي أن يعيشها؟

بغض النظر طبعا عن الأمراض والحوادث التي من المحتمل أن يتعرض لها طفلك ونجوت منها أنت.

الفيلسوف الألماني أرثر شوبنهاور الذي عاش في القرن 19 كان يقول أن أفضل حياة ممكنة يمكن للإنسان أن يحققها, لن يحس بعدها إلا بارتياح طفيف عابر ثم تظهر أمور جديدة سيحاول أن يحققها ويبدأ مشوار البحث عن أفضل حياة من جديد.

أحد الفلاسفة المعاصرين من جنوب إفريقيا، ديفيد بيناتر تابع في نفس المنحى التشاؤمي لشوبنهاور. كتب ديفيد كتابا بعنوان: "الأفضل لو لم نخرج للوجود"

جوهر كلام ديفيد هو أن الإنسان سيعاني لا محالة خلال حياته، لن يستفيد أحد من وجودنا خاصة أن الإنجاب اليوم إذا استمر بنفس الوتيرة سيعني هذا معاناة أكبر لعدد أكبر من الأطفال.

ديفيد يقول أيضا أن حياة الإنسان ليست بذلك الجمال الذي نعتقد. نعيش معظم حياتنا دون أن نحقق ما نصبوا إليه وما نحققه ضئيل جدا لا يؤثر في الصورة السلبية العامة.

حسب هذا الفيلسوف فالإنسان يعيش في وهم، الإنسان يظن أن حياته جيدة أو لا بأس بها لكن إن راجعنا مسلسل حياتنا بموضوعية فسنجد أن حياتنا من الأفضل أن تبقى حياتنا نحن فقط وأن لا نكره أطفالنا على عيشها.

اليوم نفكر في مشاكل كبيرة مثل الاحتباس الحراري، هناك من أصبح نباتي وتوقف عن أكل اللحوم، هناك من توقف عن ركوب الطائرات ليساهم في حماية الأرض. في الواقع الناس الذين سيتأثرون حقيقة بتغير المناخ هم الأجيال التي ستأتي بعدنا.

إن لم تكن هناك أجيال قادمة بعدنا لما أحسسنا بالذنب.

لماذا لا نقوم بتعقيم جماعي للإنسانية؟

لماذا لا نكون آخر جيل على كوكب الأرض؟

شبه مستحيل أن يتفق كل الناس على هذا الأمر لكن لنفترض جدلا أن الكل اتفق وتمت العملية بنجاح. أين المشكلة؟

هل عالم بدون إنسان أفضل أو أسوأ؟

في الأخير ما كتبته ليس رأيي الشخصي بل فقط أطرح أسئلة صعبة أخلاقيا لكي يفكر فيها كل واحد منا .

تحياتي