يعج سوق العمل في مختلف المجالات بآلاف الموظفين و المختصين، بل إننا قد نخطئ لو قلنا آلاف فالأصح أن نقول ملايين العاملين فيه والذين يدعون كفائتهم بالحد الأدنى من متطلبات إنجاز العمل، إلا أنه للأسف لو ألقينا نظرة معمقة على فئة لا بأس بها من العاملين في قطاعات مختلفة سنرى أن نسبة كبيرة منهم تمضي في العمل سنوات وهي لا تلم بالشكل الصحيح بمختصات العمل الذي يقوم به، فمثلاُ في عالم التعليم نرى أن أغلب الأساتذة لا يملكون أكثر من 20% من المعلومات التي يدرسونها و يعتمدون على قراءة الكتاب الممنهج لتلك المادة و يعطونها بطريقة غير سليمة لأنهم بالأصل لم يفهموها جيداً و الأدهى أنهم يعتقدون أنها تافهة و سهلة لدرجة لا تجعلهم قلقون في طريقة إعطائها.

كمثال و أمثلة أخرى لو نظرنا إلى عالم البرمجة نجدد أن أغلب المبرمجين في العالم قادرون على برمجة أي شيئ و لكن أقل من ربعهم يعلمون كيف تتم عملية تنفيذ هذه البرمجيات داخل الحاسوب بدقة عالية و يعلمون كيف تتركب كل تعليمة يكتبونها، بالتالي يضطر العامة من الناس الذين يستخدمون تلك البرمجيات أن يواجهو صعوبات جمة قبل الحصول على الحلول وخاصة غن كانوا يستخدمون برمجيات شركات غير كبيرة و غير ذات الخبرة، ربما يصل الامر أنه قد نحصل على 100 تحديث قبل أن تحل المشكلة و ربم تحل بالصدفة.

كل هذه المشاكل التي تواجه القطاعات العملية سببها الرئيسي هو أن أغلب العناصر العاملة تكتفي بدرجة البكالوريوس في الجامعة لكي تدخل سوق العمل، بينما في الواقع درجة البكالوريوس هي مقدمة في التخصص و للأسف هي ليست مقياس لأنه يمكن الحصول عليها حتى دون مجهود، في الواقع إن مقاييس التعليم في مرحلة البكالرويوس غير مقنعة البتة و خاص إذا نظرنا إلى الماجستير او الدوكتوراة والتي لو نظرنا إلى معايير الحصولو عليها سنجدها متميزة فهي تعتمد على إجبار الطالب على القراءة أكثر و شرح ما قرأ و تقديم منظومة بحثية معمقة تأهله للحصول على تلك الدرجة، طبعاً بإستثناء الجامعات التي تبيع تلك الشهادات.

لا أدري سبب عزوف الكثيرين عن إكمال دراستهم؟ فهل إغراءات سوق العمل هي السبب ام الغلاء و السعر المرتفع للإلتحاق بتلك البرامج الدراسية ؟