تدوينة | النسخ الاحتياطي والاحتمال القاتل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يكاد يكون هناك شخص يتعامل مع الحاسب إلا ويقوم بعمل نسخ احتياطية وخصوصا من المحتوى الذي يقوم هو بصناعته سواء كان تدوينة أو كود أو مشاريع أو تصاميم أو أي شئ يمكن أن يسبب فقده ضياع للجهد فضلاً عن حالة الإحباط التي تصيب الشخص بمجرد التفكير أن سيقوم بإعادة شئ بشكل مكرر

والنسخ الاحتياطي يختلف بحسب طبيعة العمل أو الشخص فالعمل إن كان هاما وحساسا يضطر صاحبه لعمل نسخة احتياطية متكررة قد تكون بشكل يومي وربما ساعي أو أحيانا عند إحداث تغييرات كبيرة في حال كان العمل مشروع

كما تتبع الشخص من حيث التوجس والاطمئنان أي قد يكون هناك شخص دائما يقدم الاحتمال السيء أكثر من الجيد فتراه خائفا من فقد البيانات مما يجعله يأخذ نسخ احتياطية بشكل متكرر أكثر من غيره،

على خلاف المطمئن ولن أقول المستهتر أو المهمل وإنما قد يكون من طبعه استبعاد الحالات الاستثنائية وافتراض عدم حدوثها أو حدوثها يكاد يكون نادرا ، فتراه قد لا يأخذ نسخ احتياطية إلا في فترات متباعدة ، وهؤولاء عرضة لفقد البيانات المفاجي .

بعيدا عن هذا وذاك، ومهما كان الشخص حريصا ويأخذ نسخ احتياطية باستمرار إلا أنه لم يضع في حسبانه الاحتمال القاتل وطالما أنه احتمال إذا وارد أن يحدث تحت أي ظرف كان وإن كان نادرا ولكنه إن حصل فقد وقعت الكارثة.

كمن يعمل في إصلاح خطوط الضغط العالي ، فهو آخذ أعلى درجات الحذر والحيطة ، واحتمال تعرضه لصعقة كهربائية قد يكون نادر ولكن إن حصل فهو قاتل.

لهذا وجب الانتباه واتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل هذا الاحتمال إلى الحد الأدنى ، وحتى ولو كان 1% فلنجعله 0.01% مثلا.

في السابق كان الناس يأخذون نسخ احتياطية على مجلد آخر في نفس القرص الصلب وربما نفس البارتشن

وعندما أصبح هناك عدة أقسام في القرص أصبح النسخ يكون في بارتشن آخر غير البارتشن الرئيسي تحسبا لفرمتة الجهاز

وبعد أن ظهرت الأقراص الليزرية بدأ النسخ إليها

ثم استخدمت الفلاشات

ومن ثم أصبحت الهاردات الخارجية في متناول الجميع فأصبحت تستخدم

والآن أتيحت خدمات التخزين السحابي إلا أن الكثير لا يطمئن لاستخدامها لأسباب منها عدم الوثوق بالخصوصية والآخر الخوف من إلغاء الحساب أو حتى الخدمة كليا بدون سابق إنذار

الشركات الكبرى والتي تتخذ سيرفرات خاصة بها قد تستخدمها للتخزين السحابي

والآن نأتي على الأفراد

مع أنه قد يستخدم قرص صلب خارجي عالي الجودة ويقوم بعمل نسخ احتياطية عليه ، إلا أن هذا لا يعفيه من فقد البيانات،

والخطأ الذي يعرضنا للاحتمال القاتل هو وجود القرص الصلب بنفس المكان الذي يتواجد فيه الكمبيوتر ، إذا تجاوزنا أنه قد يتعرض لفايروس يقوم بإضاعة البيانات

ولكن ماذا لو حدث حريق في المكتب أو الغرفة - لا قدر الله وجنبنا وإياكم المصائب -

في هذه الحالة فقد ضاعت البيانات مع النسخ الاحتياطية

من هنا يجب أن نصحح مفهوم النسخ الاحتياطية وهو أن يتم في مكان أكثر أمانا وأن يكون هناك تباعد في المكان كأن يكون الكمبيوتر في المكتب و القرص الخارجي في المنزل أو العكس أو أن يكون قرص النسخ الاحتياطي في فرع آخر للشركة مثلا

من الخيارات التي أجدها تحقق هذه التوصية هو استخدام خدمة سحابية خاصة

فمثلا شركة ويسترن ديجيتال لديها منتج اسمه MyCloud وهو عبارة عن قرص 1/2/3 تيرا بايت يمكن وصله إلى الراوتر مباشرة ولا يحتاج توصيله إلى حاسب إلا أول مرة لإعداده فقط

ومن ثم يصبح هناك إمكانية الوصول إليه من أي مكان أون لاين حتى من خلال الأجهزة المحمولة و التابلت والجوالات بأنظمتها المختلفة

بهذا تكون قد تحررت من الخدمات السحابية لدى الشركات الخاصة، وأصبحت سحابتك ملكك وبين يديك و يمكنك الوصول إليها في أي وقت من أي مكان

عدا عن إمكانية تخصيص مجلدات مشاركة وعمل مستخدمين بكلمات مرور وإعطاء صلاحيات.

خيار آخر يمكن تحقيق النسخ الاحتياطي الأمثل

هو التعاون بين شخصين يتبادلان الثقة بحيث يقوم كل واحد بعمل نسخ احتياطية لدى الآخر عبر برامج تبادل ملفات مثل تيم فيور TeamViewer أو غيره.

كما يمكن أن يشتري كل مهما قرص سحابي ويعمل حساب للآخر بحيث كل واحد يصل إلى القرص لدى الشخص الآخر، ولا يمنع أن يكون الشخصان من بلدان مختلفان طالما أنهما يثقان ببعضهم.

قد يقول قائل وهل يحتاج الأمر كل هذا التعقيد ، والجواب أن هذه التوصيات ليست للجميع وإنما فقط لمن لديهم بيانات هامة وفقدها يسبب أضرار كبيرة ، وأنهم عرضة للكوارث أو الحوادث أو الأذى أو انتهاك حقوقه وممتلكاته .

والله هو اللطيف الخبير

ودمتم بخير

عبد الرحمن أحمد

02-03-2014