بما أننا بمجتمع حسوب العربي فبالتأكيد جميعنا يحب اللغة العربية ، وتربطه معها علاقة قوية جعلته يستمتع بالحديث والكتابة بالعربية ..
احكِ لنا عن تجربتك مع اللغة العربية
لماذا هي مميزة بالنسبة لك ولماذا تحبها دونناً عن باقي اللغات .. وماذا قدّمت للغتك العربية ؟
بصراحة فكرة النقاش غريبة نوعا ما !
نحن أغلبنا إن لم يكن جميعنا نشأنا في بيئة عربية ... اﻷمر كأنك تسأل لماذا يحب الصينيون اللغة الصينية !
جميعنا يحب اللغة العربية ، وتربطه معها علاقة قوية جعلته يستمتع بالحديث والكتابة بالعربية
اﻷمر نابع من كوني تربيت ونشأت في بيئة عربية ، تعلمت لغات أخرى مثل اﻹنجليزية والقليل من الفرنسية والروسية وأخيرا اﻷلمانية .
أحببت اﻹنجليزية "اللكنة البريطانية" وكذلك اﻷلمانية.
احكِ لنا عن تجربتك مع اللغة العربية
لا شيء ، وُلدت ونشأت في بيئة عربية .. مثل الآيسلندي الذي ينشأ في بيئة آيسلندية :D
لماذا هي مميزة بالنسبة لك ولماذا تحبها دونناً عن باقي اللغات ..
ﻷنها لغة القرآن ولأنها لغة كبيرة وقوية حقا .. مهما بلغت من البلاغة فلن تكون مُلما بكافة نواحي اللغة .. هناك بالفعل كتابات تجعلك تشعر بالغرابة لندرة المصطلحات المكتوبة فيها .
ومن ملاحظتي للغات اﻷخرى أجد أن العربية هي اﻷوسع وتتيح لك مرونة كبيرة في التعبير عن نفس المعنى بعدة طرق ، والقواعد النحوية صعبة على غير العربي لكنها تضبط الكلام وتجعله مستساغا .. لا أحتمل سماع الأحاديث بالعامية التي تجعل الجمع المؤنث جمعا مذكرا مثلا .
لكن على عكس اللغات اﻷخرى فالعربية الفصحى للأسف لا وجود لها اﻵن سوى في الخطابات الرسمية وبعض مواقع اﻹنترنت كموقع حسوب I/O ... بينما اللغات الدارجة لا يمكن اعتبارها جزءا من العربية ! فهي خليط بين العربية المعدلة واللغات اﻷخرى :(
في الحقيقة ، أجد في كلامك بعض الاستهزاء .. الموضوع في الحقيقة ليس غريباً بتاتاً .. ولكن ربما أنا خانني التعبير ، أو لأنّي كُنت مشغولاً قليلاً فضغطتُ زر إرسال من دون انتباه وتركته على ما هو ..
الموضوع ليس غريباً بتاتاً ، بل بالعكس أراه مُناساً في اليوم العالمي للغة العربية .. ما دفعني لطرح الموضوع هي رؤتيتي للجيل التسعينات وما فوق من كُرههم للغة العربية .. وأنا في يومٍ ما كنت أكره اللغة العربية وكنت أعتبرها مجرد لغ نحكي بها فقط ، وليس لها أي فائدة تُذكر .. هي مُجرد لغةة كانت لتندثر لولا أنها لغة دينية ، مثل اللغ السريانية التي لا يُحكى بها إلا في المعابد .. ربما كُرهي لها نشأ منذ أيام الدراسة التي ساهمت فيها تعليمنا البائس .. كنت أكرهها وأحسب أن المستقبل كله للإنجليزية ..
لذلك طرحتُ هذا الموضوع .. ربما خانني التعبير كما قلت مُسبقاً وأعتذر عن هذا ..
وقت التغيّر في حياتي بعد مشاهدتي لإحدى حلقات برنامج خواطر للأستاذ أحمد الشقيري .. بعدها صارت العربية أحلا لغة في الوجود .. كُنت أقرأ الروايات والكتب كلها بالإنجليزية .. الآن أصبحت أبحث عن النُسخ المترجمة لقرآتها ..
حالياً بعد عدّ سنوات .. صِرتُ أقرأ الكتب العلميّة بالإنجليزية ولا أتحدّث أو أحكي بها إلا بالعربية .. وصارَ بيني وبين اللغة العربية علاقة مميزة وكبيرة وقوية .. من مَحبّتي لهذه اللغة أصبحتُ مُترجماً في موسوع ويكيبيديا العربية ..
لذلك نستطيع طرح سؤال آخر .. ما الذي قدّمته أنت للغة العربية ؟
ببساطة، أحب اللغة العربية «الفصحى» فالحديث والكتابة بها أشبهه بكتابة معادلة رياضيَّاتيَّة رصينة ومتماسكة. قدمت لها أن كتبت بضع تدوينات وكتيِّب صغير عبارة عن ٢٥ صفحة وقمت بالكتابة ولازلت على ويكيبيديا العربيَّة.
أتذكر الأمر كأنه البارحة أول ما نطقت به كانت كلمة امي وبعدها أبي :) حسب ما يقولون :p
بعدها جاء دور سبيس تون كبرت معها حتى سن المراهقة ويعود لها الفضل بعد الله تعالى في ما أعرفه من اللغة العربية (الشارات والمسلسات) قدموا للطفل العربي محتوى لم تقدمه أي قناة أخرى ، جزا الله الشيخ زايد.
عن نفسي ومن وجهة نظري الشخصية البحتة أعتبر التمكن من اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبناءً لغويًا ,مقياسًا لثقافة الشخص , فتجدني رغمًا عني أحترم من يجيد التحدث باللغة العربية (وأعني إجادته لقواعد النحو والصرف عند الحديث) حتى لو لم يكن يحمل مؤهلًا علميًا عاليًا , وأشمئز رغمًا عني ممن يلحن في اللغة وأشعر بنقص فيه حتى لو كان أستاذًا جامعيًا يحمل أعلى الدرجات.
تلك اللغة الرائعة التي تنكر لها بعض أبنائها للأسف وانسلخوا عنها واعتبروها رمزًا للرجعية والتخلف ! (رموني بعقم الشباب) كما قال حافظ إبراهيم
التعليقات