في هذا المقال وددت تقاسم بعض النصائح التي قرأتها من هنا و هناك و التي جمعتها و أردت تلخيصها لعلها تفيدكم إن شاء الله كمبرمجين أو في أي مجال يتبع نفس النهج.

لا تقرأ الايميلات و أنت عندك عمل كثير ينتظرك :


من ما قرأته في كتاب “أسبوع الساعات الأربعة” لتيم فيريس، هو الحذر ثم الحذر من شيئ اسمه البريد الالكتروني، ليس لأنه أصبح خطرا و لكن لأنه من كونه مضيع وقت بشكل لا يمكنه تصوره. و النصيحة في هذا المجال هي عدم قراءت الايميلات و أنت ينتظرك يوم طويل من الأعمال، لهذا فإنه ينصح بقراءة الايميلات في أوقات فراغ : قبل الغذاء مثلا أو في المساء قبل انهاء الدوام أي عندما تكون قواك العقلية في أوقاتها الضعيفة. و لا تنسى أن الايميل مهما كانت درجة أهميته فهو ليس مستعجلا أو على الأقل لا يستحق أن يأخذ منك أفضل أوقات انتاجك اليومية.

تجنب الاجتماعات قدر المستطاع :


لو كان هناك قاتل واحد للانتاجية في أروقة الشركات اليوم لكانت الاجتماعات،و الأدهى و الأمر أنها قاتل جماعي و ليس فردي و لا حول و لا قوة إلا بالله. المشكل أن الكل يعرف هذا و لكن ما في اليد حيلة و لا توجد و الله أعلم طرق أخرى لتبادل الأفكار و تحديد المهام غير الاجتماع و الثرثرة و العودة إلى نقطة البداية ثم المشي خطوتين ثم العودة، لينتهي الاجتماع و أنت قد غضبت على هذا و أسأت الظن بهذا و وبخك هذا و رفعت الضغظ و انزلت المستوى وهلم جر، و الحل ؟ لا يوجد و لكن هناك علاج حتى لا تكون الاجتماعات علينا بل لنا :

  • حاولو برمجة الاجتماعات في المساء عندما تكون الطاقة تقارب الصفر

  • تفادو العشوائية و لتكن لكم خارطة أو مجموعة نقاط تتحاورون عليها من غير تغييرها أو الانحراف عنها

  • تحديد وقت بداية و خاصة وقت نهاية الاجتماع و الزهد في مدة الاجتماع شيئ محمود، فضيق وقت الاجتماع من أهم عوامل نجاحه

تخلص من كل ما يلهيك :


هذا شيئ جديد ما كان في من قبلنا، فكل الطرق اليوم تؤدي وظيفتها في ابعادك عن جو العمل و التركيز : هاتف جوال يرن من هنا، خبر عاجل من هناك…المهم في الغالب الملهيات تنقسم لقسمين : تلك التي تأتي من أنفسنا و تلك التي تتولد من عالمنا الخارجي. لنبدأ بتلك التي نولدها بأنفسنا، هذا يبدو غريبا و لكن الحقيقة هي أننا يوميا نمنع أنفسنا من أن تكون الانتاجية عالية بدون ما نشعر و الأمثلة على ذلك كثيرة : منبهات البريد الالكتروني و الشبكات الاجتماعية و التي ترن كل خمس ثواني، الانتقال بين صفحات الويب كالمجانين و كأنك تحرس الأخبار من الهرب، حب البحث على الأخبار التي لا تسمن و لا تغني من جوع، كل هذه معوقات نصنعها بأنفسنا و تقلل من انتاجيتنا وتركيزنا بدون ما نشعر. الحل في هذه الحالة هو خلق جو العمل الذي لا يمكنه أن يقلل من تركيزنا و يصرفنا عن مهامنا، و لعل أول شيء هو غلق كل ما يمكنه ابعادنا كتنبيهات البريد الاكتروني، الشبكات الاجتماعية، فتح صفحات الويب الخاصة بالعمل لا غير فالأخبار العاجلة أغلبها تفاهات لا تعنيك في الغالب و لعلها تحبطك و تقلل من عزيمتك إذا كانت سيئة و لو أنها كاذبة في الغالب كما عودتنا. فيما يخص المُلهيات التي يتسبب فيها الأشخاص الآخرين فلعلها قليلة مقارنة بتلك التي نولدها بأنفسنا، فكم مرة حصل لكم أن كلمك هاتفيا مديرك بخصوص ايميل أرسله لك يتحدث عن زيادة الانتاجية أو ذلك الذي يسألك عن خطأ برمجي و ما عرف حله ولو سأل جوجل لأجابه؟؟؟؟ للآسف لا توجد حلول لهذه الحالات فلا تستطيع أن تضع ورقة على مكتبك و تكتب عليها “لا للإزعاج” كما أنك لا تستطيع إغلاق هاتفك في المكتب و إلا سيظن مديرك أنك لا تعمل أبدا، و لكن يجب التعامل ب”ديبلوماسية” كما يقولون…

اعداد قائمة المهام التي تريد القيام بها مسبقا :


في الحقيقة أنا لست من هواة التخطيط لأنه و ببساطة ينطبق على “تجري الرياح بما لا يشتهي الطيب” و هذا كل ما حاولة التخطيط خاصة ليلا، و لكن أؤمن أنه من يواظب على التخطيط مسبقا لمهمامه سيحقق تقدم سريع في أعماله و مشاريعه و التخطيط يساعدك في حل معادلة بسيطة :”ما هي المهام التي إذا عملتها غدا فإنها ستزيد من انتاجي؟”.

يجب التركيز على الأعمال المهمة أولا


مما ذكرناه آنفا فالبريد الاكتروني و الايميلات ليست من الضروريات التي يجب علينا البدأ بها، ولكن بماذا يجب البدأ إذن؟ يجب بكل بساطة تحديد المهمة الأهم في قائمة مهمامك، لهذا يجب البدأ بالأولويات و الانتهاء منها واحدة بعد الأخرى, لا تنسو أخذ قسط من الراحة بين كل المهام هذا من الأولويات أيضا…

قانون المعالجة بالدفعات أو الbatching ليس لقواعد البينات فقط :


المتعاملين مع قواعد البيانات يحبون المعالجة بالدفعات لأنها لا تستلزم سرعة التنفيذ ويمكن ارسالها ليلا أو في الأوقات التي لا نعمل فيها على أشياء محددة. نفس الشيئ يمكن القيام به مع المهام اليومية من خلال تجميع كل ما يستحق التجميع و معالجته دفعة واحدة، كنت قرأت قصة للباحث الكبير في مجال الخوارزميات donald knutt و أنه كان يقرأ ايميلاته بطريقة الbatchingو شخصيا لا أستطيع فعل هذا، لا أدري بالنسبة لكم؟؟

ساعة و ساعة :


في عملكم حاولو تحديد أوقات للعمل و أوقات لعمل شيئ آخر : اللعب أو لا شيئ… على سبيل المثال حاولو العمل لمدة 45 دقيقة دون انقطاع و من تم خذو 15 دقيقة لعمل شيئ آخر غير العمل : الانترنت، الشبكات الاجتماعية، قراءة المدونات التقنية، هذه الفترات ستساعدكم في شحن التركيز و الهمة و تغيير الأفكار بكل بساطة هذا و عن تجربة تفادو قراءة الجرائد و الأخبار التي تضنك اليوم و تفرمل الأمل.