إن الجموح الفكري و الأخلاقي بات ظاهرة محسوسة بشكل مطرد في الآونة الأخير , فالإنسان أصبح يوما بعد يوم يبتدع أنماط متعددة لفلسفته الذاتية ,فالصيرورة كما قال هيروقليطس أمر دائم و تداعياتها ملزمة الحدوث على كل جوانب الوجود

إعتاد الدين الإسلامي على معالجة التغيرات بأسلوب سلس قائم على ثبات الأصول و تغير الفروع بما يناسب الفرد المسلم المعاصر

و إعتاد على تقويم الشذوذ الفكري و السلوكي بردعه بما يتناسب من حدود أو تفاديه عبر تنشئة مسلم واعي مشبع بالقيم الحقيقية المتأصلة فيه إلى مرتبة تجعله يتمتع بالخشية و الخوف الملزم الوجود من خالقه ما يمنعه من الزلل في المطبات و الأخطاء , فحتى الخطأ في حد ذاته سعى الإسلام إلى توضيحه بشكل مطلق مستعينا في ذلك بفطرة المخلوق و البناءات المتكررة لمفهومه في القرآن و السنةالنبوية

لكن بعض السفهاء يطلون علينابشيئ من الحلول الإستهلاكية... بؤطروحة جديدة يزعمون أنها كافية لتقويم الفرد و ردعه

إنها الإنـــســــــانــــــــــــــــــــيـــــــــــة

لست أدري حقا لماذا الآن , لكن حالة الموت الوجداني تستشري بشكل متسارع في عقول الشباب الغافل الأمر الذي ساعد على صنع بيئة مواتية للإنخداع بالفنتازيا الإسترجالية لتيادل أدوار الملاك و الشيطان في بلدان ما وراء البحار .

يظن البعض أننا مجتمع يسير نحو الإحترافية المعيشية أو كما يطلقون عليها البراغماتية المتبادلة بين الأطراف الإجتماعية لكن هذا خلق إستقطاب فكري متزايد في أوساط الشباب الغير متشبع بأي قيم أصلا

فضعف القاعدة الفكرية للكثيرين جعلتهم فريسة سهلة للعولمة ,هذا الوحش الماكر , يريد أن يدمر مفاهيمنا ,أصولنا و عراقتنا

و يتخذ فكرة الإنسانية كصمام أمان أو إن صح القول كطعم يصطاد به الغافلين , يجعلهم يظنون أن الإنسان مخلوق نوراني و أن الخطئ عندهم يتسم بالوضوح و الجلاء

حتى أعظم فلاسفة الماضي يقفون شاردين أمام أطروحة الخير و الشر و حياة الصدام الأزلي بينهما

و العقلية التجريدية لهاذين المفهومين

يتبع,,,,,,,,,,つづく