الحكم على الناس من خلال معتقداتهم، علماء الملحدين كمثال

شخصياً اعتقد ان المعتقد والأيمان أمر وقرار شخصي لانعرف الى اي مدى من البحث تعمّق الشخص للوصول الى هذا القرار، هل توصل الية من خلال ثقافة مجتمع أم بحث فعلي وما مدى دقة هذا البحث. لذلك أرى أن نعت عالماً قدم للبشرية القيّم من العلم با الجهل لأنه ملحد مثلاً، هو الجهل بحد ذاته.

ولا أرى انه ينطبق على العلماء فحسب، بل حتى على الناس، فلا أرى مصداقية في أن يقول شخصاً ما فلاناً جاهلاً لانه يخالفه أيماناً او معتقداً.

لن يحدث تقدم على المستوى الفردي او الجماعي ، الا عندما يصل الناس للحالة التي ذكرتها ..

على مستوى الامم ، لم يتقدم المسلمون مثلا الا عندما نقلوا تراجم الفرس واليونان القديمة وفلسفاتهم وعلومهم .. لم يلقوا بالاً لأديانهم أو معتقداتهم ، وأخذوا كل ما أنتجوه بمنتهى الجدية والإهتمام ..

حتى الاوروبيين ، لم يتقدموا بحياتهم الا عندما قاموا بترجمة ما كتبه المسلمون على مستوى سنوات طويلة ، متجاهلين حساسية الاختلاف الديني ، وميراث هائل من الحروب المتبادلة ..

على المستوى الشخصي ، المفروض التعامل مع اي شخص من اي لون بأي دين أو عقيدة أو فكـر .. طالمـا ضمن لي اثنتين : انه ذاته ليس متشدداً ، وأنه يقبلني مثلما أقبله تماماً .. وانه مفيد بطريقة تجريدية ، ولا ينقل لي الافادة في قالب دينه او رؤيته او ثقافته ، ينقلها كما هي دون أن يضع بداخلها توجهاته..

لو كان هنالِك شخصٌ قال لقومِه قبل خمسمئة سنة أنّ بإمكان الإنسان أن يصل إلى القمرِ لاعتبرهُ الجميع غبيًّا أو مجنونًا، أنت تعلمُ أنّهُ محقٌّ تمامًا وأنّ البقيّة جهلة، ورُبّما يكون بعضُهم علماءً أو ذوي إنجازاتٍ تاريخيّة، لكِنّهُم جميعًا جُهلاءٌ من هذه الناحية.

نفسُ الأمرِ هُنا، لو اعتبرتَ معي أنّ ديني محقٌّ تمامًا فإنّ كُلّ من ليس على ديني هو جاهلٌ من الناحية الدينيّة، لكِنّ هذا واقِعٌ فقط إن تأكّدتَ من أنّ ديني هو الصحيح، والجميعُ يقولون بأنّ أديانهُم صحيحة.

أمّا من ناحية العلاقة، فهُنالِك علاقة، حين يدرُسُ عالمُ أحياءٍ هذه المخلوقات سنواتٍ عديدةً فالمفترضُ -المفترضُ فحسب- هو أنّ هذا العالِم سيصِلُ إلى ديني بما أنّ ديني يأمرُ بأن ندرُسَ المخلوقات الحيّة كي نعرِف مُعجِزات الله، حين لا يصِلُ هذا الشخص إلى ديني فهذا قد يعني عدّة أمور، إمّا أنّ ديني خطأ، أو فهمي لديني خطأ، أو علمُهُ خطأ، أو فهمُهُ لعلمِه خطأ. وبما أنّني موقنٌ بأنّ ديني صحيح -هذا لا يعني أنّني لم أُفكِّر بسببِ صحّتِه طبعًا- فإنّني سأتوقّعُ أنّ العناصر الثلاثة المُتبقّيةَ هي الخطأ -أحدُها أعني-.

لكِنّني أرى بأنّ الأولى بنا نحنُ المسلمين بدلًا من وصف العلماء الملحدين بالجهل -ولا أنفي عن هؤلاء الجهلَ الدينيّ- أن نعملَ على تطوير ودعم العلماء المسلمين فهؤلاء حُجّتُنا ودليلُنا على صِحّة أمر القرآن بالنظر في آيات الله، حين يرى الناس أنّ أعلم العُلماء أسلموا فهذا يعني أنّ الإسلام دينٌ مقنِعٌ وصحيحٌ وعلميّ، طبعًا هذا لا ينفي عنهُ كونَهُ كذلِك إن لم يوجد هؤلاء العلماء بكثرة، لأنّ السبب هنا ليس عدم علميّة أو منطقيّة الإسلام بل هو ضعفُ المسلمين في الوقت الحاليّ، وإنّما هذه الأولويّةُ لازِمةٌ لإثبات هذه الصورة لغير المسلمين.

ما رأيك بهذا؟ وهل هناك رابط برأيك بين معتقد الانسان وعلمه وكونه جيدا ام لا؟

لا اعتقد ان الايمان له علاقة بالعلم، فمثلاً ابليس هو اعلم الكائنات بما حصل، وعاين كل شيئ مع ذلك لم يؤمن.

وهناك مثلاً علماء استخدموا علومهم بالشر.

على الهامش: من هو الانسان الجيد برأيك اصلاً؟

بالنسبة لي الانسان الذي احترمه هو صاحب الاخلاق العالية، فهذا بالنسبة لي مقدم على الدين وعلى العلم في تعاملي مع الناس.

اشخاص كهوكينز

كهذا الشخص احترم علمه واحترم ما يقدمه .

ولكن حين يبدأ بالتكلم بالسياسة والحروب احتقره !

في احدى المقابلات التي تابعتها له , يريد ان يفهم الجمهور بان الاديان (الاسلامية بالتحديد) هي سبب الدمار في هذا الكوكب

معك حق تماماً و لكن حتى العلماء حالياً لا يتورعون عن الترويج لمعتقداتهم الدينية من خلال علومهم و هذا واضح أيضاً عند المسلمين الذي ما إن يبرع عالم في مجال معين حتى يبدأ ( تأطيره ) و وضعه في خانة دينية معينة كلٌ حسب ما يروق له و هذا من التخلف الفكري الكبير الذي نعيشه

كون شخص ما له معرفة في مجال ما لا يعني أنه على حق في كل آرائه في مجاله ما بالك في مجالات بعيدة عنه.

أيضا أن تكون عالما في مجال ما لا يمنعك أن تكون سفيها في مجال آخر، أنت سفيه طالما تقوم بأشياء سفيهة. داوكينز كمثال انتقذ في تويتر (

توظيف BBC لمنشط برنامج يؤمن بنظرية الخلق، قائلا أنها لا يجب أن توظف "الخلقيين" كونهم "ليس لديهم معرفة بما يقع حولهم ولا يتقبلون الواقع"، الأمر ميز مباشر ضد كل من يؤمن عكس داوكينز هنا، قد يكون عالم في البيولوجيا لكنه سفيه في أن يكون كائنا بيولوجيا جيدا.

أيضا يجدر الإشارة إلى أن العلماء السيليبريتي الذين نراهم اليوم ليسوا الأفضل في مجالهم. هم ببساطة علماء مشاهير.

باختصار، يجب النظر إلى حجج الشخص لا إلى مكانته العلمية أو المجتمعية، عالما أو أميا كان، مؤمنا أو غير مؤمن.

هل هناك رابط برأيك بين معتقد الانسان وعلمه وكونه جيدا ام لا؟

الاخلاقيات هى معيارى الوحيد فى هذا الامر ، اذا كان الاعتقاد يتداخل مع الاخلاقيات بالطبع

حقيقة لا أعلم لماذا الحُكم على الناس بشكل عام من منظور ديني طالما الأمر ليس له علاقة بالدين؟

الإسلام دين واضح وصريح , هناك شخص غير مسلم لكنه لا يُعادي المسلمين فأهلًا وسهلًا به وحسابه عند الذي خلقه.

مُسلم يعادي المسلمين ويعث في الأرض فسادًا , يُطبق حد الحرابة عليه وقد تطير رأسه مع التصليب!

مشكلتنا أننا واقعين بين طرفين :

طرف يرى أن الكافر الذي يفعل الخير , عبارة عن ملاك وسيدخل الجنة من أوسع أبوابها ويُنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة.

طرف آخر, لا يكّل ولا يمل من إطلاق كلمة كافر على أي عالِم يراه , فلو قيل له هذا الشخص أفاد البشرية في كذا , تجده يقول لكنه كافر!.

أنا عن نفسي أحب الإنفتاح على الآخرين وعلى معتقداتهم وثقافاتهم لكن أحصن نفسي جيدًا ضد ما أراه مخالف لعقيدتي وديني.

أما سؤالك الهامشي, جيد من أي زاوية؟

مثلك لا أجد ما يربط بين العلم والدين، فالربط بينهما يسبب الكثير من الجدال.

شخصيًا لا أحكم على أحد إلا بعد أن أتعامل معه بغض النظر عن معتقده، مهنته، مظهره ... إلخ.

أحكم على أي شخص بدينه أولًا، ثم بعقله، ثم بخلقه،. وإذا فسدت أحدها فما بعدها لن يشفع لها كثيرًا (لا سيما الدين).

ولكن أين كان حكمي، وأين كان عداءه تجاهي (طلب رأسي)، فهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن أستفيد منه. سأستفيد منه، وفي أول فرصة تسنح لي، سأقطع رأسه! (إن كان عدوًا يستحق ذلك).

معلومة خارجية: أينشتاين يهودي من أب وأم يهوديين، وقد دُعي لرآسة إسرائيل، ولكنه رفض.