كلا، ليس موضوعاً سياسياً ينتمي الى مجتمع السياسة، المشكلة ثقافية في شعب كامل.

من أبسط الأشياء، كالبسكوتة الصغيرة التي تشتريها لابنك كل صباح، وحتى أكبرها، كالصعود الى القمر، نظرية المؤامرة مستعدة للدخول والتعشيش في عقل الانسان العربي بكل سهولة...

ولكي لا أُفهَمَ خطأً، أنا لا أقول أن نظرية المؤامرة مُقتصرةٌ على العرب فحسب، أنا فقط أقول أن نسبة المؤمنين بها، بين العرب، هي النسبة الأكبر بين شعوب العالم.

  • هل كنت تعلم أن [ادخل اسم ماركة اغذية مشهورة] تضع لحم الخنزير في منتجاتها؟

  • لم يصعد الانسان الى سطح القمر، كل ذلك كان خدعة من امريكا لتحطيم الاتحاد السوفيتي.

  • لدينا مقدرات طبيعية تكفي للبشرية كاملة ولكن [ادخل سببا لا علاقة له بأي شيء هنا، ومن الافضل ان تقول الماسونية]

  • الماسونية، الماسونية العالمية، الصهيونية، الصهيونية العالمية، الماسونية الصهيونية، العالمية العالمية، العولمة، الولايات المتحدة الامريكية، اسرائيل، الكيان الصهيوني الاسرائيلي الماسوني الغاشم... هي اجابة أي سؤال عن اسباب التخلف، التراجع، او اي شيء اخر حقاً.

  • لماذا لم تكتب واجبك المنزلي؟ الماسونية العالمية.

  • نحن [ادخل اسم الدولة العربية هنا] اكثر شعب مظلوم، واكثر شعب خسر حقوقاً، واكثر شعب هدر دمه بين الدول العربية -وكأنها مسابقة من نوع ما- ونحن [ادخل اسم الدولة العربية هنا] علينا مؤامرة من كل الدول، ولولا هذه المؤامرة كنا الان [ضع احد احلام الطفولة هنا]


لا انكر ايضاً انني كنت احد هؤلاء، الذين يعلّقون كل شيء وكل فشل وأي شيء يحصل في العالم على المؤامرة، و "هم" الذين لا احد يعلم من هم... في الحقيقة كنت كذلك الى فترة قريبة جداً... الى ان وعيت أن لا شيء يحصل بسبب "مؤامرة"... السبب الاكثر بديهية غالبا هو السبب الفعلي، لا مؤامرة... مكدونالدز لا تضع فيروس الايدز في سندويشاتها، لان قتل الزبائن ليس جيداً للاعمال، ولكن السبب لهذه الاشاعة هو ان منافستها ارادت اضعافها قليلاً، السبب البديهي الذي يجب ان يخطر للبال عند صدور اشاعة كهذاه، وليس "اوه انها مؤامرة صهيونية ومكدونالدز تريد قتلنا بالايدز"

ولا ادري حقاً ما القصة مع فيروس الايدز، في الحقيقة هناك الجمرة الخبيثة التي من الممكن ان تسبب ضرراً اكبر، just saying.

ما زلت لا ادري ما هو السبب الذي يجعل الغالبية العظمى ممن حولي يؤمنون بالنظرية، يعتنقونها في كل نواحي حياتهم، بل ويعتبرون من لا يؤمن بها "جاهلاً" او غبياً... هل فاتني شيء هنا؟ هل علي العودة للايمان بهذا الهراء؟