في مواقف كثيرة تتعرض للظلم في حياتك وتحتاج لأن تتحدث لكي تحصل على حقك .

  • صديقتي من المتفوقين في مجال دراستها اشتكت مرة على استاذ سيء جدا الى رئيس القسم الذي هو تحته .. طوال الوقت كان رئيس القسم يسمع باهتمام " نعم .. فهمتك .. ماذا بعد ؟ " كان الاستاذ سيئا جدا في الشرح وفوقها قاس في التصحيح والكل كان يحصل على علامات متدنية للغاية, في النهاية وبعد ان باحت بكل شيء قال لها: أتعلمين؟ هذا الاستاذ هو صديقي, اعطيني اسمك ورقم الطالب الخاص بك

في نهاية السنة حصلت الفتاة على F محترمة لأول مرة في سنوات دراستها هي والفتاة التي ذهبت لتشكتي معها .

  • قمت بالشكوى أنا أيضا في ايام الثانوية على إحدى المعلمات السيئات للغاية .. في البداية شجعتني جميع زميلاتي ان اتحدث .. عندما تحدثت لم يقف إلى صفي إنس أو جان :)) .. لم تتغير المعلمة ولكن كنت محظوظة لانها تركت الامر يمر بسلام وعاملتني بعدل في علاماتي.

  • في سنة أخرى كنت أغير استاذي في الجامعة .. فعند طلب التقديم ذكرت السبب أنني لا أستوعب مع طريقة تدريسه :) حصلت على مقابلة وجها لوجه معه قبل أن يتغير اي شيء بل اتصل بي بشكل شخصي وامرني بالحضور .. شعر بالاهانة الشديدة وكنت متفاجئة الحقيقة ! أعني للكل الحق في تغيير اساتذتهم.

  • شخص أعرفه تعرض لعنصرية شديدة من إحد المدرسين وذهب إلى المدير ليشتكي له هذه العنصرية المقززة, حصل على عنصرية أقسى وردة فعل أسوأ .. بالنهاية هذا الاستاذ شخص لديه علاقات اقوى واقدم في الجامعه وهو مجرد طالب من بين آلاف .. أخونا في الله قرر بغضب ان يترك الجامعه ويغادر البلاد للأبد ويهاجر هجرة غير شرعية لكي يحصل على جواز سفر افضل وتعليم أرقى ويبني نفسه من الصفر حتى لو اخذه الموضوع عمره كله .. المهم أن يعود يوما ما الى هذه البلد ويرمي نجاحه في وجه من ظلموه .

  • اليوم رأيت إحدى السيدات في السكن التي اعيش به تقول كلمة معناها غير لطيف البتة لشخص عربي على اساس انه لا يفهم معناها .. وبالفعل لم يفهمها, أردت أن أتحدث وان اقول لها أن ماتفعله منتهى العيب استفززت بشدة وغلى شيء ما بداخلي ولكنني تذكرت سلاطة لسانها وأنني اعيش معها تحت سقف بناء واحد فآثرت الصمت درءا للكثير من الدراما ففي النهاية هذا العربي لايعرفها ولايتعامل معها بل لم يتأثر حتى ولكنني انا من سأتأثر ان تحدثت .

  • عندما كنت في السعودية كان على الاجنبي ان يسكت عن الكثير من الاخطاء او عن تصرفات بعض السعوديين خوفا من الظلم ومن الواسطات التي يملكونها .. كانوا حرفيا يتركون الشكوى لله .

  • تحضرني الآن قصة المغفلة في الأدب الروسي التي شكرت رب عملها حتى حينما ظلمها:

الصحيح أن لا يسكت المرأ .. أنا من شعب ينطق ولا يسكت عن حقه أبدا وبطبعي كنت كذلك لكن مع الأيام صرت أفضل أن احافظ على علاقة طيبة مع من لهم تصرف في شؤوني كي لا اتضرر .. صرت أسكت أكثر لا انكر هذا أسعى لشؤوني دون تحدي أحد أو الوقوف في وجه أحد .

نعم صحيح باللطف كنت أحل بعض الأمور بسلاسة ولكن هناك أمور يجب أن تحارب حتى تحصل عليها وسيقف في وجهك اشخاص قد يأكلون حقك أو يخبرونك بان هذا اساسا ليس من حقك .. هل ستطلب حقك مع احتمالية حدوث مشاكل أم ستترك الشكوى لله وترضى بما عندك ؟

هناك مقولات كثيرة : تحدث لكي أراك , ان لم تحاول لن تعرف أبدا بلا بلا بلا .. ولكن في ارض الواقع الموضوع ليس بتلك السهولة.