هل يوجد حقا فرق بين البشر و الروبوتات؟
إن علماء العلم الحديث وخاصة علماء الأعصاب “Neuroscientists” يرون أنّ الإنسان هو مجرد جسد يتحكم فيه الدّماغ وذلك بإرسال إشارات كهربائية ومواد كيميائية من خلال الخلايا العصبية إلى كامل أنحاء الجسم.
بعد مطالعتي لحوالي أربع كتب لأولفر ساكس - من أهم وأشهر علماء الأعصاب البريطانيين، والذي يقول في أحد كتبه:
مثل هذا النوع من التكيف الجذري التي يحدث يتطلب، كما يقول لوريا، نوعا جديدا من رؤيتنا للدماغ، ليس كما نراه الآن ككيان مبرمج وساكن، بل يجب أن نراه كيانا متحركا ونشطا، كنظام تكيّف عالي الكفاءة وفعال معد للتطور والتغير بإستمرار حسب متطلبات واحتياجات الكائن الحي، احتياجاته، والتي هي قبل كل شيء، لبناء رابطة معقولة بين الذات والواقع، مهما كانت العيوب أو العلل التي تصيب الدماغ. المقدمة| انثروبولوجي على المريخ: سبعُ قصص لا معقولة: أولفر ساكس.
على كل يصرّ أولفر ساكس وهو معروف المكانة ضمن مجتمع علم الأعصاب العالميّ أن الدماغ البشري ليس مجرد "آلة معالجة" تستقبل المعطيات لتخرجها في شكل مخرجات. وعبر عدة حالات طبية موثقة دقيقة ونادرة الحدوث أحيانا مما يشكل دراستها فرصة عملية ممتازة لعالم الاعصاب اثبت هذا مرارا وتكرارا عبر حالات مصابة بمتلازمة توريت وانتون وفقدان الذاكرة والعمى وعمى الألوان الكلي والذاكرة الخارقة والتوحد الخ التي تكشف لنا رغم انها ترى كعلل واضطرابات في المخ عن "جانبه الابداعي الخلاق" الذي لم يستكشف بعد.
أخرج من المقال أنه مجرد نظرة اختزالية مضحكة لعِلم 'هائل' مهول اسمه علم الأعصاب الحديث.
طبعا يجب ان يختزلوه، لان دخول هذا العلم يحتاج الى سنوات من الدراسة المكثفة و ماهذا الا مقال قصير للعامة من الناس
يجب تبسيط العلم. كما فعل أولفر طوال حياته. لكن لا اختزاله وهو يتكلم عن هذا "المشكل العلميّ" في كتبه. لو كانت الدولة متخلفة ولا تحتوي على أساسات لبناء العلم من المفترض أن نتعلم علما صحيحا مبسطا لكن ليس اختزاليًا هناك كتب تبسط ومقالات تبسط وكان اولفر ينشر في دوريات كنيويوركر واسعة الانتشار وقد فعل ذلك حتى اخر حياته ووصف حتى مشاعره عندما صارع السرطان وتوفي للاسف الشديد اخيرا وجمعت في كتابه الرائع "امتنان" وقدم محاضرة في فيديوهات تيد للتبسيط بشكل رائع وليست للمختصين لكنه ابدا لم يقع في "خلط واضح جدا " واختزال مريع كالذي يحدث في المقال. أي عالم أعصاب مهتم وواصل فعلا سيرتعب من كم المغالطات الاختزالية الذي يقدمه المقال. أنا أصدق العلم فعلا "لكن ليس العلم الاختزالي".
التعليقات