لماذا أعارض حقوق النشر؟

حسنا, و سوف أحصر حديثى عن البرمجة و لن أتحدث عن الاغانى او المؤلفات الثقافية.

لنبدأ بأول نقطة :

"

الأسطورة الأولى: لا يحق لك الاستفادة مما لم تدفع له ثمنا

هذه الأسطورة سخيفة ولذلك فهي لا تقال عادة بشكل صريح مباشر بل تغلف بحبكة درامية: “المنتج تعب وسهر وتكالبت عليه الهموم فكيف تجرؤ على أن تستفيد مما أنتج دون أن تدفع؟” لو أخذنا صلب الادعاء بجدية وحاولنا اختباره: هل فعلا لا يحق لي الاستفادة مما لم أدفع له ثمنا؟ لو افترضنا أن مؤلفا توصّل لاستنتاج تاريخي مهم بعد جهد، هل يعقل أن يطلب ثمنا من كل من تصله المعلومة؟ لو قرأ شخص الكتاب وحكى استنتاجه لأصدقائه، هل عليهم أن يدفعوا لأنهم استفادوا منه؟ هل هم “سارقون” إن لم يدفعوا؟ لو استعار شخص كتابا أو قرأه في مكتبة عامة، هل يعقل أن نصفه بأنه “سارق” لأنه لم يدفع، وهل المكتبات العامة مسارح للسطو والسرقة؟ من الواضح أن حقوق النشر -على علاتها- ليست مبنية بهذه الكيفية ولا لتحقيق هذه الغاية، لكن حملات التضليل تحاول أن تزرع الشعور بالذنب تجاه تصرفات بريئة. لا ينبغي ولا يمكن أصلا أن تربط استفادة الناس بالدفع، فليست كل العلاقات البشرية تعاقدية تبادلية.

لستُ معارضا لدعم المنتجين، لكن تبرير ذلك لا يمكن أن يكون بهذه الحجة."

أولا انت تخلط بين عدة أشياء و نتيجة لهذا تصل الى استنتاج خاطىء,

البرمجيات ليست منتوج ثقافى او علمى يمكن تناقله مثل الروايات مثلا و هى ليست أبحاث علمية, بل هى منتج تجارى يهدف لخدمة مستخدمين يستفيدون منه بشكل ما اما للترفيه أو لانجاز الاعمال.

البرمجيات مثلها مثل السيارة تماما, هناك فارق وحيد, هو ان السيارة من الصعب تدوالها بسهولة لأنها تتكون من مواد خام و طرق للصناعة, بينما البرمجيات يسهل نسخها و تناقلها نتيجة للتكنولوجيا المتوفرة.

لذا فانه و بينما يستطيع صانع السيارة حماية منتجاته بشكل مادى (عبر تعيين حارس على المخزن!), لا يستطيع صانع البرامج ان يحمى منتجاته الا من خلال قوانين مثل حقوق النشر.

بداية هل انت متفق معى ان البرامج هى منتوج تجارى و ليست عمل ابداعى او ثقافى؟ لأن هذه هى نقطة البداية فى النقاش.

ان كانت البرامج منتج ثقافى كما تشير انت فى المقال, فلا يجوز اذا استخدامها لتوليد الارباح.

مثال على ذلك, انه لا ينبغى ان تستخدم شركة بترول مثلا منتج متوفر للكافة مثل ليبر اوفيس لمجرد تقليص نفقاتها و حتى يستطيع صاحبها شراء سيارة جاغوار جديدة!