لا اعرف كيف تصوركم للنضج الاجتماعي و الاندماج معه و لكنني سأخبركم بما كنت اعتقد به.

قبل عقد أو اكثر كنت أنظر للتقدم بالسن بعين الخوف لانه عنى التخلي عن جزء كبير من شخصيتي، أغلب من أعرفهم من البالغين جادين دائما، مرحين بطريقة غير مرحة، لا يتكلمون الا بمواضيع مثيرة للملل، لا تجديد، و لا يشاهدون أفلام الكرتون و لا يلعبون.

كل سنة تقدمتها بالعمر عنت أني قريباُ سأتخلى عن جزء كبير من نفسي، رأيت الرصانة و الجدية كجزء لا ينجزأ من مرحلة النضج، لفترة كنت أحبط من عدم قدرتي على التشبه بمن حولي خصوصاُ بالمناسبات الاجتماعية الكبيرة.

في اول سنة للجامعة اتخذت قراراً بان أتصرف كمن حولي،ـ حتى أن ان عدة أشخاص لمحو الى وجوب أن أغير من طريقة لبسي لانه و كما ذكرو "لبس الاحذية الرياضية و بناطيل الجينز العريضة بجيوبها الكبيرة ليس أنثوياُ"، و لانني كنت بمرحلة هشة للدفاع عن ما أنا عليه حاولت أن ارتدي فساتين و كعوبا عالية لاندمج مع ما ظننت أنه أفضل و لكن لم يرق لي هذا أبدا لذا عدت لذاتي المعهودة بشخصيتي و طريقتي.بالاضافة الى أن هذا الهراء الأنثوي صعب حركتي و بشاشتي بشكل أكبر مما كنت لاحنمله.

رغم أنني بقيت كما انا الا أن جزءاً مني أحس بغرابة لان معظم من أعرفهم رزينين جداً و لا يلعبون، هل يعني هذا أني سأتخلى عن هذا بالنهاية؟

الى ان جاء اليوم الذي التقيت فيه مشرفتي الأكاديمية، أفضل يوم بحياتي، رغم أنها قاربت الخمسين الا انها بشوشة كثيراً ، تقفز على الدرج قفزاُو تقوم بتعابير مضحكة و تتعامل كالأطفال!

رؤيتها هكذا كان أشبه بمن أهداني سلة مليئة بجميع الاصناف المفضلة لدي من الشوكولاته، اذا لم يكن علي التخلي عن شخصيتي مقابل أن اشبه الجميع أبداً و رغم انني لم اقع في فخ التشبة بالمعظم الا لفترة بسيطة الا ان مقابلة شخص يقارب شخصيتي عنى الكثير.

لا زلت ألعب بالرمل و الطين و أشاهد أفلام الكرتون و الانيميشن ، و اتزحلق على البلاط بجراباتي الملونة ، ولا ألق بالاُ لمن لا يحب هذا . لان التخلي عن ذلك، عن بشاشتي و جنوني كمن يطلب مني أن أتخلى عن طرف من أطرافي.

و هكذا بائت محاولتي بالاندماج بالمجتمع بالفشل.

=)