هذه المقالة قد تكون تافهة غريبة غير منطقية تماماً..للبعض، هل ذكرت أنها غير ممتعة؟، أنا فقط أمزح..أم لا!

ما هو الفومو

الفومو(FOMO) هو اختصار لمصطلح "Fear of Missing Out" والذي يعني الخوف من أن يفوتك شيء، وأكثر شيء نخاف من أن يفوتنا هو الأخبار الجديدة علي وسائل التواصل الاجتماعي مثل: فيسبوك وتويتر.

الفومو ليس بالشيء الجديد فلقد كان موجود قبل اختراع الإنترنت حيث كان الناس يحرصون علي متابعة الجرائد باستمرار ودورية.

الفومو أيضاً كان له دور في بقاء المجتمعات فكان في قديم الزمان مجموعات صغيرة تخرج للبحث عن آخر المستجدات والأخبار، وأيضاً للتجسس علي الأعداء أضف إليها البقاء علي إطلاع علي كل ما يحدث في العالم.

أنواع الفومو

فومو غير متعلق بالتكنولوجيا (فومو الواقع):

هو الخوف علي شيء مادي ما أو شخص ما والرغبة في الاطمئنان عليه كثيراً وتفقد حالته، وهذا الخوف يكون عند آبائنا وأمهاتنا وهو خوف مبرر تماماً وهو طبيعي وليس مرض ولا ضرر منه.

هذا النوع من الفومو يكون عند جميع البشر فكلنا نملك شيء عزيز علينا نحاول حمايته ونقلق عليه كثيراً لذا نخاف من فقدانه.

2. فومو متعلق بالتكنولوجيا:

وهو النوع الذي سيدور حوله معظم المقال، في هذا النوع يخاف الناس من تفويت الأخبار والمستجدات أو إضاعة أجهزتهم الإلكترونية مثل الهاتف، ويسبب هذا النوع الكثير من الحوادث وهو المسبب الرئيسي في إمساك الناس الهواتف في كل مكان في الطريق، في المنزل، في الحديقة حتي أنه تم عمل طريق مخصص لهم.

هذا النوع من القلق يعد مرضاً هوسياً كنوع من الوسواس القهري يجب معالجته حتي لا يحجز المريض خلف قضبان الفومو.

إحصائيات

حسب دراسات أجراها موقع mylife.Com علي 2000 شخص أثبتت أن 56% من الأشخاص يعانون الخوف من أن تفوتهم أي أحداث، أخبار، وحتي تحديثات الحالة لأصدقائهم إن لم يترددوا علي مواقع التواصل الاجتماعي.

52% ممن أُجري عليهم الاستطلاع قالوا أنهم فكروا في أخذ عطلة من أحد مواقع التواصل الاجتماعي أو أكثر العام الفائت، بينما 24% منهم فقط من قرروا أنهم سيتابعون أخذ هذه العطلة منهم 31% تتراوح أعمارهم بين 18-34 عام.

27% من الأشخاص يتحققون من مواقع التواصل الاجتماعي فور استيقاظهم.

أجريت دراسة أمريكية في كلية بوث بجامعة شيكاغو أكدت أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي يعد أقوى من إدمان الكحول!

سبب ظهور الفومو

السبب الرئيسي في ظهور هذه الظاهرة هو إحساس طبيعي خُلق معنا مصدره هو اللوزة العصبية

(Amygdala) وهي الجزء المسؤول عن سلوكياتنا العاطفية وهي أيضاً المسؤولة عن خضوع الفرد "للجماعة"، حيث أن الاستبعاد ينشط التوتر والقلق والشعور بالخطر والخوف من الوحدة! والذي قد ينشط ردود أفعال قد تكون خطيرة لضمان بقاء المجتمع وضمان استمرار الاطلاع علي كل ما هو جديد.

كيف أعرف أنني مصاب بالفومو؟

الأشخاص المصابين بالفومو عادة يكونوا الأشخاص الحساسين جدا والقلقين دائماً، والمتشائمين وأضف عليهم الأشخاص الانطوائيين وكل هذه التصرفات ناتجة عن حساسية شديدة للوزة العصبية، ربما يكون هذا القلق مبرراَ وسببه تجربة نفسية سيئة قد عاشوها أو بسبب خبرتهم في ذلك الأمر، ويدفعه خوفه من تكرار هذه التجربة إلي القلق الكثير حتي لا يتعرض لها مجدداً وهو ما يشبه كثيراً الوسواس القهري.

مخاطر الفومو

الفومو رغم أنه سلوك طبيعي إلا أن له مخاطر إن زاد عن حده فهو قد يؤثر في حياة الأفراد وفي إنتاجيتهم بالسلب، عن طريق إضاعة الكثير من الوقت لمتابعة آخر المستجدات وأخبار الأصدقاء، كما أنه قد يسبب الاكتئاب بسبب اطلاعك علي حياة الآخرين والتي قد تكون أفضل من حياتك أو أنك فقط تري ذلك.

فوائد الفومو

فوائد الفومو ليست للمصابين به بل هي للشركات التي تقوم بالحملات الإعلانية والتسويقية للترويج عن منتجها مستغلين الفومو عن طريق وضع عروض بها جمل مثل "باقة بجنيه ستبقيك علي اطلاع بآخر الأخبار مجاناً بالإضافة الي 50 دقيقة اتصال" بالتأكيد الأمر لن يجذب كل الناس لكنه سيجذب المصابين بفومو الأخبار، وهناك عروض تستهدف المصابين بفومو وسائل التواصل الاجتماعي فيعطيك حملة مثل "باقة ب 5 جنيهات تسمح لك بالولوج الي فايسبوك لمدة أسبوعين بالإضافة إلي تويتر أيضاً!" وهكذا تُحقق الشركات أرباحها.

وينال التسويق الإلكتروني مكانه في استغلال فومو المجانيات التي لا يستطيع أحد مقاومتها أبداً، فيضعون لك في عروضهم شيء بمبلغ كبير ويضيفوا عليه شيء بملغ صغير جداً مجاناً يغمي عينيك عن السعر العالي طمعاً في المجانيات.

الحل؟

حل ظاهرة الفومو يتجسد في الابتعاد عن كل ما يشتت انتباهك وفي هذه الحالة وسائل التواصل الاجتماعي والذهاب لعمل شيء تحبه مثل هوايتك المفضلة، أذهب وألعب كرة القدم، أخرج مع أصدقائك إلي مكانٍ ما مثل السينما، جرب تجربة لم تخضها من قبل مثل القفز بالباراشوت.

يجب علينا أن نستغني عن وسائل التواصل الاجتماعي قليلاً ونحاول توطيد علاقاتنا "الحقيقية" أكثر مع أناس حقيقيين.

تجربة ؟

قام سكان قرية civitacampomarano الإيطالية التي يسكنها حوالي 400 شخص معظمهم كبار في السن بتحويل وسائل التواصل الاجتماعي إلي أرض الواقع والاستغناء عن الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ليثبتوا لنا أنه يمكننا العيش بدون هذه المواقع.

في النهاية أترك لكم تحديد إذا ما كان الفومو مرض ينبغي معالجته أم ظاهرة لم نعتد رؤيتها على الأقل في حلتها الجديدة.

عذراً على المقدمة الغريبة.