" وتقارب مع الملك فاروق حتى قال فيه شعرا ونثرا، وأعلنها في مقالاته حربا عوانا على مجانية التعليم وعلى تحديد الملكية الزراعية وعلى تحرير المرأة، وانتهى به الأمر إلى أن قال في الملك فاروق: «من نصر الملك فقد نصر الحق ونصر الأمة ومن تولى فعليه لعنة الحق ولعنة الأمة» "

هذه المقولة للدكتور لويس عوض متحدثا عن الأديب الكبير والذي يعتبر واحدا من أبرز الأدباء المصريين في القرن العشرين: عباس محمود العقاد.

..

  • أما الأديب الكبير الآخر نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، فقد كان مؤيدا وبشدة لاتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل كامب ديفيد.

..

  • كوكب الشرق السيدة أم كلثوم كانت معروفة بتأييدها الشديد لأنظمة الحكم حتى أنها غنت للرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر بعد وفاته وقبلها غنت للملك فاروق في حياته وقالت: «يعيش فاروق ويتهنى ونحييله ليالي العيد»

..

  • حسام حسن هداف الكرة المصرية على مدار تاريخها كان مؤيدا وبشدة لنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وفي الوقت الذي خرجت فيه جموع المصريين في ثورة ال25 من يناير لتطالب بخلع مبارك كان هو يقود مظاهرات مؤيدة لمبارك من مسجد مصطفى محمود.

..

  • فون براون واحد من أبرز العلماء الذين قادوا البشرية للصعود على سطح القمر كان نازيا مؤيدا لهتلر، بل وصل الأمر لحد اتهامه بارتكاب جرائم حرب إبان الحرب العالمية الثانية.

..

  • الفيلسوف الألماني الشهير إيمانويل كانت الذي يقسم بعض الفلاسفة الفلسفة إلى ما قبل كانت وما بعده، لما له من إنجازات هائلة ذاع صيتها في شتى أنحاء أوروبا، كان في بداية حياته مؤيدا للملك وللحكومة، بل قيل إنه كان يكتب في نهاية كل كتاب خطاب مدح وثناء على الملك، وفي نهاية حياته وبعد أن أيد الثورة الفرنسية تراجع عن هذا التأييد بحجة أنها تحولت لثورة دموية.

.

كل هذه النماذج السابقة وغيرها الكثير تُعد خير دليل على أن آراء العلماء والفنانين والأدباء ليست بالضرورة موافقة لآراء عامة الشعب. ومع هذا فلم نسمع من أي شخص انتقاصا من مكانتهم العلمية أو الأدبية أو الفنية.

لا تترحموا على أحمد زويل كانت دعوات سمجة من بعض من اختلفوا مع الدكتور زويل في آرائه أو في مرحلة ما من حياته، ومع التأكيد على حرية كل إنسان في النقد والرأي والتأييد والمعارضة، إلا أن انتزاع قيمة ومكانة علماء كبار أثروا حياتنا في زمن ولت فيه الإنجازات العربية الحقيقية واندثرت فيه العلوم والأبحاث العلمية، يُعد هذا الانتزاع إجحافا كبيرا بحق هؤلاء العلماء.

لو فتشنا في نوايا كل المحيطين بنا لن نأنس لوجود أحد في حياتنا، فكل إنسان منا له نقاط اختلاف واتفاق مع الآخرين، بل قد يصل الأمر لكراهية أنفسنا نظرا لما بنا من التناقضات والعيوب التي لا يخلو منها إنسان.

ترحموا على زويل، وعلى كل عالم أو أديب أو فنان أثرى حياتنا يوما ما، ودعوا الجانب السلبي لركن خاص، ولا تبحثوا عن عيوب الآخرين فيبحث غيرنا عن عيوبنا بعد وفاتنا وحينها قد لا نجد من يترحم علينا.