قبل ان تقرأ: لا اعدك ان تجد ما يفرحك هنا، ولا ما يضيف الى خبراتك العلمية، هي مجرد تجربة شخصية مررت بها، وأريد فقط أن أخرجها هنا...

  • خرجت من وطني مضطرا ولكن، كنت املك امالاً كثيرة، كنت خائفاً، لا انكر ذلك، ولكن كنت اتوقع انه امامي الكثير من المغامرات الحياتية التي سأخوضها.

  • تلك النار مازالت في داخلي، مازلت اعتقد ان الحياة مغامرة، ولعبة كبيرة، علي ان اعاندها كي افوز في النهاية، ولكن لنقل انها اكتئابة محارب.

  • عندما تخرج من منزلك... لن يهمك ان خرجت لمنزل اخر في مدينتك، مدينة مجاورة، او في اقصى مكان عن الوطن... لن يتغير شيء طالما أنك لست مع عائلتك.

  • ربما تشعر في كل يوم انك في ضيق من الجو المنزلي الكئيب، عائلتك التي لا تفهم عليك، او حتى قناة الاخبار التي تبقى على التلفاز اربعا وعشرين ساعة... ولكن المنزل اعمق من هذا بكثير.

  • ستخرج، ان كنت محظوظاً ستجد مكاناً للنوم، مع اقرباء لك، اصدقاء، او ربما اناس غرب... ستعيش عاداتهم الغريبة، وتضطر لاحتمال عقلياتهم...

  • تستيقظ صباحاً، تذهب لتبحث عن عمل، تتعلم المنطقة، ثم تعود قبل منتصف الليل بقليل، لن تجد الطعام يملئ برادك... ستعود مجددا لتشتري طعامك من الشارع.

  • الامر صعب، صعب حقاً ان تضطر لقيام كل الواجبات فجأة، والاصعب ان تكون في مكان لا يتحدث لغتك... وبين ناس لا يفهمون طبيعتك.

  • اتدري تلك الجلسة "الهادئة" على الهاتف في منزلك؟ لن تتكرر الا ان كنت من المحظوظين.

  • يحالفك الحظ لتجد عملاً ما، عملك الاول ربما، اجر بخس، ساعات طويلة، تعمل من الثامنة الى الثامنة لتعود للمنزل، ربما يخطر لمن تسكن معهم ان عليهم السهر اليوم، الاغلبية ستهزم الفرد دوما... ستضع عشر وسائد على راسك لتنام مجبراً.

  • تجمع القليل من المال... تقرر الاستقلال حقاً، تجد شخصا يوافقك في القليل من افكارك لتتمسك به مثل الطفل باسنانك ويديك... تخرجان معا لتبدءا حياة جديدة.

  • ترى ان اموالك تضيع كل يوم، كل شهر، تستدين اكثر مما تكسب، والحمدلله ان هناك من يعطيك المال، تصل لاخر الشهر دون ان تجد في جيبك الليرة، تبدأ شهراً جديداً كإنسان ولد للتو.

  • الفواتير، لا يكفي انك ستدفع المال، ولكن عليك الذهاب اليهم هم، ودفعها لهم، ملابسك وصحونك لن تغسل نفسها، والطعام لن يطهو نفسه ايضاً، واحزر ماذا؟ الانترنت ليس مجانياً.

  • تتمالك نفسك، تبقى مستيقظاً كل يوم للثانية فجراً حتى تنهي كل ما عليك، تستيقظ صباحاً ثم الى العمل... مشاكل العمل لا تنتهي ايضا كمشاكل البيت...

  • من المؤكد انك عشت اياماً اصعب من هذا، ولكن هذه هي الحياة الاعتيادية السعيدة "صدق او لا تصدق"... ان استمر يومك وشهرك بهذا النحو فأنت محظوظ، الحياة تبتسم لك، وعليك ان تندفع في الحياة مبتسماً.

  • تأتي الان صعوبة الحياة، على شكل اغلاق مكتب كنت تعمل فيه، او مشاكل في البيت الذي كنت تسكن فيه، او حادث سيارة يكاد ان يكسر يدك، فاتورة فجائية تعيدك لخانة الصفر، او وجع اسنان حقير يجعلك تكره ايامك كلها، ويحول وجهك الى كرة قدم... او اسوأ من ذلك كله مجتمعاً...

  • ما أسوأ من ان تعاندك الحياة؟ ان تكون معانداً لها أيضاً... الحياة تنتقم ممن يقررون الوقوف في وجه الظروف، لكي يفعلوا ما يريدونه هم...

  • اوه، اكنت ترغب في حياة طبيعية هذا الشهر؟ لمَ لا أجعلك تفقد هذه الحشوة الصغيرة، والنضف عليها القليل من الالتهابات في السن... هكذا افضل، لا تعد للتفكير بهذه الايجابية مجدداً.

  • اتعلم، ربما كنت قد اخذت كل ما قلته بروح رياضية لو كنت في الثلاثين مثلاً، او الاربعين، او حتى الخامسة والعشرين... ولكنني ما زلت في العشرين بحق الجحيم.

  • انا سعيد لانني ما زلت حياً، وضعي أفضل من وضع الكثيرين، اعلم انه بامكاني العمل على حياتي لتكون افضل، وسن العشرين ليس سناً صغيرا ليبدأ الانسان الاعتماد على نفسه... ولكن وجع الاسنان قد أثر علي... والغربة لم تساعد أيضاً