في ظل الظروف التي باتت تمر بنا كدول عربية و الضغوط الحياتية الصعبة التي نمر بها وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي ، برزت مهمة المعالج النفسي والطبيب النفسي بشكل أكبر وأوضح في المجتمع مدعومة بالمنظمات الاهلية ومع ذلك بقي هذا الشخص محط الشكوك و التساؤلات من الأشخاص العاديين ، عن مدى جدوى ما يفعله و سرية عمله و الثقة به ..

إذا استثنينا الأشخاص القلائل في مجتمعنا الذين يملكون شجاعة الاعتراف بذهابهم لطبيب نفسي أو استشاري معالج نفسي متخصص - وهم برأيي أكثر توازناً و صحة نفسية من أولئك الذين لا يعترفون أصلا بوجود مشكلة لديهم - يمكن أن نقسم المجتمع لصنفين اثنين : الأول يعترفون بوجود مشكلة لديهم و لكن يخافون الذهاب لمتخصصين يعالجون مشكلتهم النفسية مهما كانت بساطتها ( على مستوى عدم القدرة على التركيز في الدراسة أو العمل ) إلى أكبر المشاكل النفسية و الأمراض ، هؤلاء يمكنهم ببعض الشجاعة منهم والتشجيع و اللجوء لأشخاص متخصصين و الثقة بسرية المعلومات التي تُقال للمعالج أن يتخلصوا من مشكلتهم و يعيشوا حياتهم بارتياح كبير

حتى أن هناك موقع وجدته مؤخراً على الشبكة يضم أطباء اختصاصيين يقوم بجلسات علاج و استشارات مجانية أو مدفوعة ويمكن من خلاله حتى عدم الدخول بالاسم الحقيقي ..

النوع الثاني و هم أولئك الذي لا يعترفون أصلاً بوجود مشكلة لديهم ويعتقدون أنه من الطبيعي للمرء أن يعيش حياته متنقلاً مع كم هائل من العقد النفسية والصدمات العاطفية والحياتية خصوصاً مع الظروف التي نمر بها في حياتنا و المطبات التي تعترض طريقنا في كل اتجاه و هو ناموس الله في الحياة ، فليس من الطبيعي أن نأتي إلى الدنيا ونخرج منها و تسير حياتنا بكل سلاسة وسهولة ، فكيف ستكون الجنة هي دار راحة و استقرار إذا كانت الحياة الدنيا كذلك؟؟!!..لكن الله أرسل لنا علماً و فتح علينا بعلم يعيننا على تجاوز هذه المصائب ، بعد الاستعانة به طبعاً و التوكل عليه ..و برأيي الشخصي حاول الابتعاد عن النوع الثاني ما استطعت إن لم تكن قادراً على مساعدته ..

أرى أنه من علائم تطور المجتمع هو الاعتراف أولاً بالمشاكل التي تواجه تقدمه ، و تقدم الفرد واستقراره من استقرار المجتمع..

من وحي الحياة..