منذ فترة طويلة وأنا أبحث عن إجابة على هذا السؤال، العمل عبر الإنترنت، هل هو نعمة تُعطي الراحة والطمأنينة لصاحبه؟ أم هو نقمة تُضعف من قيمة الشخص على الصعيد الاجتماعي والنفسي وربما الصحي؟

حتى الآن لم أحصل على إجابة شافية، كما لم أقتنع تمامًا بأفضلية العمل أونلاين، ولكنه ربما الأنسب لوضعي الحالي. إن العمل عبر الويب ومن داخل منزلك يريحك من أمورٍ عديدة، ربما أهمها عناء الخروج من المنزل والذهاب إلى مقر وظيفتك والجلوس خلف مكتبك طيلة فترة الدوام.

إلا أنني أجد سلبيات العمل عبر الإنترنت كثيرة ومزعجة أيضًا، وأهمها فقدان روح التواصل الاجتماعي الحقيقي، بعيدًا عن المشاركات والإعجابات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضية، فهي بالتأكيد لن تُعطيك ما تريد أن تشعر به روحيًا ومعنويًا وماديًا.

كما يُؤثر العمل عبر الويب على صحة الجسم ما لم تكن حذرًا جدًا، فالجلوس خلف شاشة حاسبك لفترات طويلة ليس مُضرًا بالعين فقط، وإنما ستُؤثر على كامل عضلات جسمك وفقرات ظهرك ما لم تكن تجلس جلسة صحيحة. ومن الممكن تجنب آثار هذه الجلسات الطويلة في حال قمت بعمل تمارين رياضية بسيطة داخل منزلك لتساعد على تحريك عضلات جسمك، التي كانت ستتحرك دون أن تشعر لو أنك كنت تعمل خارج منزلك.

ومن أسوأ الأمور التي قد تُعاني منها أثناء العمل أونلاين هي موضوع الالتزام بالوقت، فوجودك في منزلك سيجعلك تُضيع الوقت دون أن تشعر في ذلك، إلا في حال كنت الشخص الملتزم والقادر على تنظيم وقته والعمل وفق خطّة محددة، وهذا ينطبق على العمل الحر وكذلك على العمل كموظف عبر الويب في معظم الأحيان.

ربما بدأت الأمور تختلط ببعضها؛ لأنها كذلك في مخيلتي، وقد ذكرت سلبيات العمل عبر الويب وفصّلتها أكثر كوني أشعر بها وأعيش لحظاتها منذ فترة لا بأس بها، وأظن أننا بحاجة لشخص يعمل خارج الإنترنت ليبدأ بسرد مساوئ العمل هناك.

أكثر ما أفتقده هو العلاقات الاجتماعية التي أحاول تعويضها عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي إلا أنني لم أقتنع بذلك تمامًا. ما هي وجهة نظرك في هذا الموضوع؟ وما هي أكثر الأمور التي تفتقدها سواءً كنت تعمل عبر الويب أو بعيدًا عنه كليًا؟