من يظن أن الساعات الذكية ستنجح؟

لنتسائل أولاً هل عدد مستخدمي ساعة اليد تأثر سلباً بسبب انتشار أجهزة الجوال؟ وهل ستتقبل فكرة أن تشحن ساعة يدك كل ثلاثة أيام مثلاً أو كل يوم ؟ وهل نحتاج لجهاز الكتروني إضافي نحمله معنا لن يضيف لنا أي خاصية غير موجودة في الأجهزة الأخرى التي نحملها ؟

ساعات اليد الذكية هي حالة ممتازة لمنتج لا أحد يحتاجه وإن كان كثير من الناس يريدونه، الشركات الآن تحاول أن تخلق الحاجة للساعات الذكية، تحاول أن تقنع الناس بأن حياتهم ستكون أفضل بالساعات الذكية وهذا لا يكون إلا بتسويق يخاطب القلب والعواطف والتسويق مجال يستخدم علم النفس وأبحاثاً بالمليارات ويعرف كيف يؤثر على الناس حتى لو أنكر الناس تأثير هذا التسويق.

الشركات ستحاول إدخال الحاسوب وشاشات اللمس في كل شيء لكي تجد مزيداً من الأرباح بعد تشبع بعض الأسواق من منتجاتها.

أنا أرى أن المستخدم ليس بحاجة لساعة يد ذكية إلا إذا كان يحصل على عدد كبير جداً من التنبيهات، وأشعر أن الشركات كانت بحاجة لإبتكار جهاز جديد تسوقه للمستخدم (رغم أن ساعد اليد الذكية ليست جديدة) فلم تجد أمامها إلا ساعة اليد الذكية، واتساءل أيضاً كم مستخدم للهواتف الذكية مهتم بالفعل بالحصول على ساعد يد يقوم بربطها بالهاتف؟ لكن شركات مثل آبل وسامسونج من الممكن من خلال التسويق أن تقنع المستخدم بأنه في حاجة لساعة يد ذكية.

شخصياً ضد الفكرة هذه، انا حالياً اساساً اعاني من حمل الجوال وكثير من الاوقات اضع جوالي في الدولاب بوضعية الصامت، فكيف بساعة!

توقفت عن استخدام ساعة اليد منذ عدة سنوات لانها تزعجني اثناء استخدام الكيبورد.

لا أجدها منتج ذي فائدة للمستخدم خاصة أنها بحاجة لشحن كل بضعة أيام ولن تكون عملية، بالطبع سيكون الغرض منها أن تتكامل مع الهاتف الذكي لكن من غير الواضح بعد ما المزايا الجديدة التي يمكن أن تضيفها .. تنبيهات بوصول رسائل مثلاً ؟ .. قد تكون نسخة مصغرة من بعض وظائف الهاتف لتكون محمولة معك دائماً بإعتبار أنك لن تحمل هاتفك دائما وقد يكون في غرفة اخرى و تصلك تنبيهات أو رسائل.

إيمكنني القول أنه -تقريبا- لا أحد يسير دونما هاتف خلوي في جيبه، أيا ما كان نوعه أو إمكانياته لكنه -قطعًا- يحوي ساعة تشير إلى الوقت فيه.

مع هذا لا يزال سوق الساعات (غير الذكية) رائجًا، ولا زال كلٌ منا لديه ساعة (حتى لو كانت في الدولاب تنتظر مناسبة ما ليتم ارتداؤها).

في الوقت الحالي من يواظب على لبس ساعته لا ينظر إليها إلا حين يحتاج لمعرفة الوقت، وربما التاريخ أو ضبط مؤقت أو معرفة وقت الصلاة في ساعات أخرى.. نفس الفكرة في الخلوي.. لم يكن له من مهمة إلا الاتصال، ضبط منبه، استقبال رسائل وأشياء من هذا القبيل، لكنه الآن جهاز ألعاب وكاميرا وكمبيوتر وأشياء أخرى بالإضافة لمهمته الأساسية (الاتصال).

أظن أن الساعات الذكية ستُطور فكرة وهدف الساعة كما فعلت الهواتف الذكية بالهواتف المحمولة.. المُنتَج هو ما سيصنع الحاجة.. وبعد سنوات قليلة سنشد شعرنا ونقول "نريد واحدة"! :))

لاتستعجل الأمور، فقد سبق لأبل إعادة تعريف الهاتف الذكي وقد تقوم بنفس الشيء مع الساعة والتي يشاع أنها ستكون أشبه بالأيبود نانو لكن مع إمكانيات صوتية للتخاطب معها عبر سيري.

أكيد ستحمل معها الاضافة ، ممكن حتى استعمالها بدل الجوال في انتظار ما ستسفر عنه الايام