من تجربة عايشتها، اضع وجهة نظري:

أنك كلما قرأت كتاب في فترة قصيرة، كلما كان فهمك للكتاب أفضل وذلك لأن الكتاب ما هو إلا سلسلة من الصفحات المترابطة فيما بينها.

لنفترض أنك تقرأ كتاب مكون من 500 صفحة. كل يوم تنهي 10 صفحات. هذا يعني أنك بحاجة الى 50 يوم لقراءة هذا الكتاب بالكامل !

عندما تصل في اليوم الـ 40 ؟ ما مقدار تذكرك للمعلومات التي قرأتها في اليوم رقم 5 واليوم رقم 10 ؟

ربما المعلومات التي قرأتها في تلك الأيام كان الجوهر لدخول الى الفصل الجديد من الكتاب والذي تقرأه حاليا - في اليوم رقم 40 - وبالتالي إن كنت نسيت ما قرأته في الأيام الماضية فهذا يعني أنك قد تفقد تسلسل المعلومات وترابطها مما يؤدي الى خفض نسبة الإستيعاب للكتاب. كذلك في بعض الكتب، عليك مراعاة تقسيم الفصول والأبواب فهنالك كتب يفضل فيها ان تقرأ الفصل بالكامل في جلسة واحدة.

وأيضا طول فترة قراءة الكتاب قد تشعرك بالإحباط لعدم قدرتك على إنهائه وهذا قد يؤدي بك الى رمي الكتاب أو إنتقالك الى كتاب أخر من أجل التنويع للقضاء على الملل من الكتاب السابق. وعندما تفعل هذا السلوك، فالإحتمال الكبير أنك ستكرره أيضاً مع الكتب الآخرى التي تقع بين يديك وينتهي بك المطاف الى النفور من القراءة لعدم شعورك بالإنجاز.

لمن لا يشعر بطعم القراءة ولا تتوق نفسه لها:

 أن الدافع للقراءة لا يأتي بتكديس الكتب وأن الشعور بطعم القراءة لا يأتي بالقفز من كتاب الى آخر وإنما بمقدار من أنجرت في القراءة ومقدار توسع دائرتك المعرفية وهذا ما يشعرك بمزيد من الحماس والشغف لقراءة المزيد فأنت ترى نفسك في تقدم وإرتفاع مستمر. وحتى تثبت هذه العادة، فأنت بحاجة الى وضع جدول زمني تقسم فيه قراءة الكتاب.