تاتيني فكرة أته لماذا نعيش حياتنا و نعلم أننا في الأخير سنموت لما كل هاذا العناء


التعليقات

هذا السؤال في غاية الأهمية عزيزي. كنت أسأل نفسي نفس السؤال بعدة صيغ مختلفة، مثلاً لماذا أطمح؟ لماذا اجمع المال؟ لماذا علي أن اكون صالحاً مع أناس سيموتون وأنا ايضاً؟ ما المهم في الحياة؟ لماذا نهتم بتفاصيل دقيقة في حياة سوف تنتهي. كل مانبنيه اليوم قد لا نستطيع القدرة على رؤيته غداً! وبالتأكيد لن نستطيع الحفاظ عليه الى الأبد.

أذا زاد طموحي العلمي، ووصلت الى مراحل تعليمية عالية، سأموت مثلي مثل شخصاً آخر لم يشقى كما فعلت. كلنا عاديون حينما نموت. إذا زاد مالي! لن آخذه معي بل سأموت وأتركه. أذا كنت خلوقاً جداً وحافظت على اصدقاء كثر، لن أحتفظ بهم! سأموت. ما داعي ذلك كله. لماذا أشقى؟ لماذا لا أفكر في أبسط متطلبات الحياة حتى أعيش إلى أن اموت؟ ما معنى الحياة!

هذه التساؤولات ياصديقي طبيعية بشرية قديمة جداً. هناك مثلاً متوارداً يقول (أن الإنسان عدواً لما يجهل) فكلنا كبشر، نجهل ما الذي سوف يحصل لنا بعد الموت. المؤمن يقول الله أعلم، مع بعض المعلومات التي يشير لها معتقده مثل الجنة والنار وما الى ذلك ولكن لا يستطيع اثبات ذلك طبعاً، لأن الاثبات القطعي بالتجربة ويقال التجربة خير برهان. ولم يسبق لأحداً ما جرّب الموت وعاد للحياة ليخبر الناس عن ما رأى الا في بعض الكتب الدينية وهناك من يؤمن بها وهناك من لا يفعل. لذلك الأنسان بطبيعة حاله، يجهل العالم الآخر، أو حياة مابعد الموت، ويجهل أن كان هناك حياة أم يتحوّل الانسان الى عدم. معرفة ذلك يحدد ما اذا كانت الحياة ذات قيمة أم لا.

لذا هذه التساؤلات طبيعية جداً، ولكن أنت أفضل من يجيب عليها. وهكذا أجيب عليها أنا.

علمياً (لم يثبت وجود العدم) يتسائل الفيلسوف مارتن هايدغر ويقول (لم هناك بعض الشئ وليس لا شيء؟) ففي الحقيقة ياصديقي siikhalid كما لاتوجد تجربة واضحة كوضوح الشمس للموت لاتوجد تجربة تدعم فرضية (اللاشيء) او العدم؛ المثبت علمياً العكس أن (الطاقة لا تفنى ولا تستحدث). فكل الأدلة المثبته والمجربة، تلغي فكرة العدم وتحوّل اي شيء الى العدم. لذلك (وجود حياة أخرى بعد الموت) أقرب للصحة من التحوّل الى العدم. هذا ماجعلني أؤمن في الحياة الأخرى والعناء الذي طرحته في تساؤلك (لا يضيع) أنما منه ما يفيد حقاً في الحياة الأخرى.

وفي نقاش بنفس تساؤلك سابق مع صديقاً لي يؤمن بتحول الانسان الى عدم، جئته بحجة ضعيفة مثل، تخيل أنك أجبرت على زيارة بيت لأناسٍ لاتعرفهم، وبعد تلك الزيارة لن تراهم مجدداً. هل تكون خلوقاً معهم؟ بفطرتك سوف تكون خلوقاً حتى لو أنك متأكداً انك لن تراهم مجدداً. لذلك تخيل أن الحياة هي البيت الذي تزوره ثم لن ترا أهله مجدداً، اليس العناء هنا فطره؟ فرد علي، قال مهما كان هناك نسبة حتى لو كانت واحد من مليار لرؤية الناس الذين زرتهم مجدداً في الحياة، لكن بعد تحولي الى عدم النسبة الفعلية صفر وهذا يعني مثلما تؤمن انك لن تجني فائدة من اتباعك لنظام السير في العاب الفيديو التي تحاكي السيارات! لن تجني فائدة في الواقع، والفرق البسيط أنه في العاب الفيديو تستطيع البدء من جديد متى شئت ولن تؤثر بك البداية السابقة، ولكن الواقع مره واحده فحسب فبتحولنا الى عدم، لن نكون حتى تعنينا حياتنا السابقة!. افتراضه سليم، وبعد نقاش طويل توصلت معه للاجابة التي قلتها لك في الفقرة السابقة، وأمور أخرى لا اريد الاطالة بها.

فترك ذكرى طيبة، ترك عمل يقلل عناء البشر والاعمال الخيرية بشكل عام اؤمن بأن هذه كلها لها أثر ايجابي على الحياة الاخرى يستحق العناء فعلاً.

وبما أني مسلم أحببت حديث الرسول اللهم صلِ وسلم عليه حينما قال (إن قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة (نخلة صغيرة) فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها) قد تكون الفسيلة فعلاً فسيلة، وقد تكون زرع ابتسامة، او حل مشكلة أو جميع أعمال الخير، عناء يستحق العيش من أجله! والموت بعده.

آسف على الاطالة. مع أني حاولت الاختصار بقدر الامكان.

نحن مسافرون في هذه الحياة, ومحطتنا الاخير هي اما جنة واما نار ونحن نختار الطريق الى اي منهما, ونعيش للوصول الى هناك, تستطيع انهاء حياتك الان لكن للاسف اختصار الطريق بهذا الشكل يؤدي بك الى النار, هذا بلنسبة للمؤمنين.

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَالِي وَلِلدُّنْيَا ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا "

سؤال هل جربت أن تعيش في سبيل الله ؟

الدنيا دار عمل و الآخرة دار أمتحان فتجهز لهذا الامتحان لأنك إن رسبت فيه فالنار النار

-3

لو عرفنا الله بعمق لما طرحنا سؤال من هذا النوع!


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

96.9 ألف متابع