لماذا نرهق انفسنا اذا كانت النهاية هي الموت؟

سأحاول فقط الاجابة على الاسئلة التي طرحتها بوضوح لأن الموضوع طويل .

اذن لماذا بعض الاشخاص يتعبون انفسهم جداً في الحياة حتى انهم قد يصابون بنوبة قلبية!.

يختلف الجواب حسب الأشخاص . لكن حسب ما قرأت من سير الناجحين فانهم لا يتعبون انفسهم في الحياة جدا والدليل اعمارهم الطويلة ( عمر انشتاين ونيلز بور مكتشف الذرة واديسون وبيل غيتس و ستفن هونكينغ واخرون ) . التعب مرتبط لديهم بالنفس اكثر منه بالجسد وهو تعب حسب رأي الناجحين يستحق للوصول الى الاهداف . وهم لا يقتصرون على الحياة الدنيا كما تعتقد بل على الذكر بعد الموت وهو امر مهم وغريزة انسانية طاغية لا يمكن الفكاك منها لهذا يستميتون في كسب الجوائز والاعترافات ومسميات كليات الجامعة والتماثيل وهي رغبة لا يمكن طرح تحليلها هنا لتعقيدها الا ان الروائي ميلان كونديرا هو افضل من حللها في روايته العالمية الرائعة الخلود . هناك في الاسلام ايضا كلام حول سؤال الحق تعالى لشهيد ما يقول له ما الذي فعلته ؟ يقول استشهدت فيك . فيجيبه الله بل استشهدت ليقال شهيد وقد قيل . اذهبوا به الى النار ( الحديث رويته هنا بالمعنى لا باللفظ ) .والمهم فان الذكر الدنيوي بعد الوفاة عامل مهم في القضية وهم يعملون له الف حساب حتى ان ادعوا مكابرة انهم لا يهتمون بالموضوع .

هل الاشخاص الاذكياء هم الذين يستغلون هذه الحياة الدنيا بما يقربهم لله ويزيدهم في الدين؟ .

الاشخاص الاذكياء لا يدفنون انفسهم وهم احياء او يدعون الزهد والبعد عن الدنيا هكذا ..هناك قصة معروفة في الموضوع وهي التالية رأى سيدنا عمر رضي الله عنه رجلاً متماوتاً في صلاته فقال له يا هذا ارفع رأسك فإن الخشوع في القلوب، ليس الخشوع في الرقاب، أي لا تحني رقبتك ورأسك، ارفع رأسك، ورأت إحدى الصحابيات بعض الشباب يمشون متهاونين متهالكين متماوتين فسألت من هؤلاء؟ فقالوا هؤلاء نساك أي عباد، قالت كان عمر إذا مشى أسرع وإذا تكلم أسمع وإذا ضرب أوجع وكان هو الناسك حقاً، الناسك هو عمر، و النبي عليه السلام يقول المؤمن كيّس فطن يعني ذكي وبالتالي . هل يمنع الدين الثروة من حلال ؟ لا . اذن لماذا تشعر بالذنب لما تكتسبها ؟ لا مشكلة اعبد واشكر نعم الله بل بالعكس واما بنعمة ربك فحدث .. ومن ناحية اخرى ادبية يقول بعضهم : مادامت الدنيا شقاء وتعاسة فانا افضل ان اعيش تعاستي برفاهية على ان اعيشها وانا فقير.

بينما الاشخاص الذين يفكرون في جمع الثروات والنجاح هم اقرب للتعلق بالدنيا الزائفه؟

اولا يجب ان تحدد ما هو النجاح وما هو الثروة . الثروة والشهرة عاملان لكنهما ليسا النجاح والشهرة في بعض الميادين ليس عاملا للنجاح . الطبيب ألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين غير مشهور ، لكنه ناجح في مجاله . لو قلت لي اعرفه فهناك قائمة كبيرة اخرى لمغمورين تماما لكن انجازتهم تتحدث عنهم كمثال منشيء برتوكول الانترنت الاول للاتصال ، وواضع الحروفwww في عناوين المواقع الخ الخ . فاذن علينا ان نحدد ما هوالنجاح وهل يرتبط دوما بالشهرة والمال ؟ الجواب : تعريف النجاح هو : الوصول الى هدف وضعت له خطة مسبقة من قبل و سرت عليها حتى تصلها وصولك يسمى نجاحا . اذن كمثال النووي رحمه الله انسان ناجح لماذا لانه قال ساجمع اربعين حديثا مهما من الاحاديث النبوية عملا بحديث نبوي ، مسهلا على الامة حفظها والاستفادة منها . وقد فعل فقد نجح عرفه الغرب ام لم يعرفوه غير مهم هل كسب المال من ورائها غير مهم . المهم في النجاح الوصول الى هدفك . تبقى مناقشة الهدف اجيد هو ام سيء ذلك موضوع اخر . كمثال مهندس يصمم دبابة او قنبلة هيدروجينية ويفعلها ويقوم بانجازها . فهذا نجاح لكن الهدف سيء وهكذا . فالتعاريف الدقيقة للامور هي المهمة وهي التي تجعلنا نفهم الحياة ومعناها . الثروة و الشهرة موضوعان اخران تماما ويطول الحديث فيهما اسف للاطالة واتمنى ان اكون قد افدتك .

اسأل نفسك قبل هذا ، إلهي لماذا أنا هنا ؟.

جوابك على هذا السؤال هو ما يحدد لماذا ترهق نفسك .

بالنسبةِ لِي ، وكشخص لا زال يكتشف هذا العالم يومًا بعد يوم ، أرى أن الله لم يخلقنا إلا لنعرف من هو ، لنبحث عنه ، لنُدركه ، ولنصل إليه ونراه ونشتاق إلى لقاءه ورؤية وجهه سبحانه جلّ في علاه.

لكن كيف ذلك؟ ، كيف يمكن أن أصلَ إلى الله سُبحانه وتعالى؟ .

بالتأكيد ، ستقول بالصلاة والزكاة والأركان الخمس ، لا خلاف في هذا .

حسنًا ، سأسألك مرةً أخرى ، هل هذا يكفي ؟ .

إن الدُنيا هي رحلة "إيمانية" طويلة ، رحلة بحث الإنسان المُفارق جوهره لهذا العالم لعالمٍ أسمى ، لماذا دائمًا الله والدين هما محلّا النزاع؟

لأنهما حديث فكر الإنسان ، لأن هذا الإنسان كائن غريب بذاته لا ينتمي لهذا العالم ، فهو بحاجة دائمة للمطلق لأنه محدود ، ومن ينكر هذه الحاجة فسلامٌ عليه وعلى عقله أبد الآبدين .

إن الله موجودٌ في كُلّ ناحية ، وفِي كُلِّ صوب - أقولها اعتباريًا لا تحققيًا - ، أينما تلفت ستجده أمامك ، لكن السؤال .. هل ستؤمن به ؟ أم لا ؟

شخصيًا ، أرى أن الموت هو دافع للحياة ، في كل يومٍ أستيقظ أقول في نفسي : ربما سأموت اليوم ، كيف سأقابل ربي وأنا لم أعرف مما خلق إلا قليل ، ولم أعلم مما أكسبني الله سبحانه القدرة على العلم به إلا ما ندر؟ ، فأزداد همّة لأعمل ولأعيش يومي وأحسن لغيري لأن الله أمرني بذلك في كتابه ، يجدر بك تقبّل الموت كنهاية لرحلة طويلة ، كنقطة الانتقال من المحدود إلى المطلق .

كيف ستأكل و تشرب و تعول و أنت لا تعمل ؟ إذن ستعمل .. طالما ستعمل فلتعمل بجد ..

المسألة كلها على بعضها ان "التعلق بالحياة" فطرة ولهذا السبب من المفرض ان نتعلق بها حتى اليوم الاخير من حياتنا :

• لا يوجد علاقة بالايمان والذكاء كلاهم خصلتين مختلفتين وقد تلتقيان وقد لا تلتقيان

• التعلق بالدنيا ضرورة والا كانت ضريبة الايمان ان اقعد بالبيت !

• بالقرآن اشارة رائعة وهي ان اعمار الارض والعمل من اسباب الوجود

من لم يدرك حكمة الموت فلن يدرك حكمة الحياة

لأني سأموت لهذا أعيش أفضل حياة قبل أن أموت.

شخصيا، لا أريد أن أصبح ميليونيرا، ولكن صدقني انه لمزعج جدا ان نموت ونحن مجرد أرقام

لنقم بعملية اسقاط بسيطة ... الحياة هي ساعة دراسية في المدرسة و مابعد الحياة (جنة- خلود- جحيم) او اي شيء حسب معتقداتك ..سنعتبرها نهاية الحصة والاستراحة او وقت الفراغ الذي يليها..

اذا كنت مستمتعا بها تفهم ما يحكى وتشارك بحيوية فهذه ال60دقيقة ستمر في بضع ثواني .. اما اذا كنت ضجرا،سلبيا،او لاتستمتع بها او انك تعد الدقائق لنهايتها فان هذه ال60 دقيقة لن تنتهي قبل بضعة ساعات -بالنسبة لك طبعا-

في الحالتين الاستراحة قادمة بعد نفس الوقت وستستمتع بها في الحالتين ايضا .

بالعودة الى الحياة الواقعية اذا اديت واجباتك الدينية والدنيوية وتفاعلت مع امثالك من البشر فصدقني سنبقى راضيا قنوعا ولن تذكر الموت (نهاية ال60دقيقة)

الا في وقته ...

الوقت لايتمدد على سطح الارض لذلك عش حياتك لنفسك ولأحبائك وترفع عن الصغائر .فالقدر مكتوب لكن انت من تصنعه و عند الموت لن تكون رقما ولن تكون نادما بأذن الله :-)

من أجل أن نساهم في تطور الجنس البشري

و لكي نترك بصمة لنا في التاريخ لتتذكرها الأجيال القادمة

و قد رُوى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه دخل المسجد يوماً فرأى رجلاً يتعبد إلى الله، ودخل مرة ثانية فوجده يتعبد إلى الله، فسأل صلى الله عليه وسلم : “من هذا؟” فقالوا هذا فلان ولا يكاد يخرج من المسجد عبادةً وتقرباً إلى الله، فقال عليه الصلاة والسلام : “فمن يطعمه؟” من ينفق عليه؟ قالوا أخوه فلان يعمل ويطعمه، فقال النبى عليه وعلى آله الصلاة والسلام : “أخوه خيرٌ منه”.

الله تعالى أنعمنا بالعقل لكي نستخدمه للتطور و الإبتكار و الطموح إلى الأفضل, و إلاّ فما يميزنا عن الدواب فهي تسبّح للّه أيضًا ؟

فى رأيى السعادة هى السبب !