كنتُ أتجول في موقع كيورا، وهناك رأيتُ سؤالاً استوقفني، و هو “ما هي المعرفة التي لا يمكن للانترنت أن تفيدك بها الآن؟ و لكن يمكن للكتب أن تفعل ذلك؟” و الجواب الأكثر تقييماً كان جواب مؤسس الويكبيديا، و كان على قسمين و هما:

* أن الانترنت لا يمكنها أن تقدم لك المعرفة اللازمة في بعض الفروع الدراسية لأنها تحتاج شيئين : الكتب المنهجية و أستاذ مقتدر ، و هما دوما غير متوفرين في الانترنت. إما الكتب أو الاستاذ، و انتقد التعلم عبر الانترنت في هذه النقطة لأنه لا يمكن -كما قال – تقييم الاستيعاب و لا حساب المدة التي قضاها الطالب فعلا في الدراسة، و كتعليق مني و في تجربتي لإدراك المنصة العربية للدراسة أونلاين، لما تنتظم في درس فعلا يمكنك ضغط زر شاهدت هذا الفيديو حتى بعد مرور دقيقة منه.

و ملخص قوله أنه قال أن التعلم أونلاين، ما يزال يفتقر للآليات الكاملة لاعتباره تعليماً مثمراً. هذا في حال عارضت رأيه بقولك أنه توجد اختبارات أونلاين للتقييم .. أخبرك كرّد على هذا: و يوجد الانترنت لحلها بالغش أيضاً!

 * الشيء الثاني الذي قاله مؤسس الويكي كإجابة هي: أن المهارات البدنية لا يمكن اكتسابها عبر الانترنت حالياً. وقال أن في باله الكثير من الاشياء التي يعتبر أن الانترنت لا توفرها أفضل من الكتب.

و في تعليق ذكي على إجابته في موقع كيورا، قالت إحداهن: أنها مع الاحترام للجواب، إلا أن النقطة الثانية كانت بعيدة عن الموضوع، و أنا أوافقها. فالسؤال كان عن المعرفة التي لا يمكن للانترنت أن تمّدك بها، و لا نتكلم عن المهارات البدنية التي -على العكس- يمكن للانترنت أن تفيدك جداً أكثر من الكتب، في حالة وجود فيديوهات -وهي موجودة- حول الأمر الذي تريد أن تتعلمه كممارسة السباحة أو التنس مثلاً، و أيضا المجيب نوّه على أنه لا مناص من التدرب الواقعي الفعلي على يد مدرب مقتدر.

أُضيف إلى جملة الأشياء التي لا يمكن للانترنت أن تسعفنا بها:

  • الرسائل والمخطوطات للأدباء: و ننوّه إلى أن جامعتين دوليتين أتاحت كل أرشيف انشتاين و كل أرشيف جان جاك روسو للباحثين. (مؤخراً فقط و الكثير والعديد من الأرشيفات، أتيحت للمجال العام بعد مرور فترة الحقوق الفكرية الخاصة بها).

  • الحكايا الشعبية و القصائد الملحونة، وكل ما يسمى بالتراث غير المادي، و رغم كل جهود المجلات و المواقع المتخصصة، و المدونين فإن الكثير يؤكدون أن الأمر ما يزال بعيداً عن أن نحتويه.

  • الأرشيف للأُسر و للدول و لبعض الكُتاّب بما فيها الكتب والمفكرات و الأدوات و الصور و الفيديوهات القديمة.

و فيما تتسارع عملية الأرشفة من مشاريع مفتوحة كويكيبديا للكتب، و مشروع غوتنبرغ و مشروع المكتبة الرقمية و غوغل، و مشروع أرشيف الانترنت وغيرها، و فيما تتسارع أيضا تكنولوجيا الواقع المدعم الثلاثي الأبعاد (التي تجعل مثلاً الحركات البدنية أو تعلم المهارات شيئاً واقعيا بالكامل)، والمسح الثلاثي الأبعاد، و الطابعات الثلاثية الأبعاد، و انترنت كل الاشياء وغيرها كثير… فيما تتسارع فإنها في احتوائها للواقع المادي و الذي يحوي الكثير مما لا تعرفه الانترنت، ما زالت هذه التقنيات كلها فعلاً لم تصل إلى المستوى المطلوب و لا حتى دونه.

المصدر : موقع مقالة :

http://bit.ly/1BZguwm