عندما كنا صغاراً كانوا يمنعوننا من أكل السمك أو علب السردين مع مشتقات الحليب كاللبن والجبن والدوبيركة (وهي لبن مغلي مع ملح ليبقى صالحاً للتخزين مدة طويلة بدون ثلاجة) ، لدرجة وقع في قناعتنا أن من يخطيء ويأكلهم مع بعض فكأنما تناول سُمّاً.

لكن عندما كبرنا واختلطنا بأناس كثيرين اكتشفنا أن هناك من ياكلهم بدون أي مشكلة ، فكان الاستغراب إذا لماذا كانوا يمنعوننا أشد المنع.

حتى الآن لم أجد تفسيراً لكن خمنت لوحدي عدة احتمالات منها مثلاً :

  • أن تناولها في الجو الحار قد يسبب تفاعل ويتحول إلى خليط مضر في المعدة.

  • ربما يتعلق الأمر بطبيعة الجسم لكل شخص فمنهم من يتحسس ويصاب بتسمم أو تلبك معدي ، وعليه جرى المنع احتياطاً.

  • لكون في الزمن القديم لا توجد ثلاجات في قريتنا وكان الطعام يوضع في خزانة طعام "نسميها شَعْريّة" لا أدري من أين أتت التسمية ولكنها خزانة خشبية وأبوابها العلوية على هيئة شبك ناعم للسماح بالهواء دون الحشرات بالمرور ، ولهذا فوجود مشتقات الحليب ربما يفسده بسرعة و إن كان في بداية فساده لربما عجل اختلاطه بالأسماك من ذلك.

الجدير بالذكر أنه مع تغير القناعة عندما كبرنا كنا نأكل السمك مع اللبن ولله الحمد لا يوجد مشاكل ، إلا أنه بشكل عفوي نحرص على عدم تواجدهم على مائدة واحدة ، ونحاول نصح أولادنا أن يتجنبوها ، لا أدري ما السبب ، هل هو عدم ثقة بقناعتنا الأخيرة ، أم أن القناعة الأولى من الرسوخ لدرجة أن أثارها لم تُمحى تماماً من ذاكرتنا .

السؤال المطروح لكم :

هل كان لك تجربة مشابهة أقصد هل سبق وأقنعك أهلك عندما كنت صغيراً بأمور وصلت بك إلى حد القناعة التامة ، ولكنك عندما كبرت تبين لك أنها خاطئة ، وماذا كان تصرفك حيال ذلك ، هل بقيت على قناعتك ، أم تغيرت تلك القناعة، أم ما بين بين ؟

الغاية من الموضوع هو التبادل المعرفي وتصحيح القناعات الخاطئة التي كبرت معنا من خلال تجاربكم.