الإلحاد ليس فكرة جديدة ولا موضة العصر، بل وُجد منذ آلاف السنين. فبعض الشعوب القديمة في أوروبا كانت تنكر وجود الله، وتفسر كل شيء بالطبيعة، وتعتمد على السحر والسحرة وتؤمن بالأرواح والشياطين. كانوا يلجؤون للساحرات عند العواصف والشدائد، ويعتقدون أن القوة التي تُسيّر الكون هي “الطاقة” أو الطبيعة وحدها، والعياذ بالله.

ومع أنهم ينكرون وجود الله، إلا أنهم يؤمنون بالجن والشياطين، ومن خلق الشيطان؟

الله جلّ وعلا خلقه من النار.

ويخبرنا القرآن: “وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدون”.

حتى فكرة الروح التي يؤمنون بها هي بحدّ ذاتها دليل عليهم: “إنا لله وإنا إليه راجعون”. الروح ملكٌ لله، وعند الموت تعود إلى خالقها، ولا يشعر بحقيقتها إلا صاحبها.

كانوا يأتون إلى قبور موتاهم بعد ثلاثة أيام ليبحثوا عن “أثر الروح”، فإذا وجدوا الجسد متغيراً قالوا إن الديدان أكلته! ولم يدركوا أن فناء الجسد ليس دليلاً على فناء الروح. لو كان مصير الجميع أن “يتلاشى”، فلماذا يشعر الإنسان في داخله أن وراءه خالقاً ومآلاً وحساباً؟

القرآن الكريم أثبت وجود الله بأوضح الأدلة:

قال تعالى في سورة الغاشية:

“أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت، وإلى السماء كيف رُفعت، وإلى الجبال كيف نُصبت، وإلى الأرض كيف سُطحت”

هذه الآيات لو تأملها الإنسان لعلم أن الكون منظم بدقة، وأن وراءه خالقاً عظيماً.

وعندما قالوا إن الطبيعة تعمل وحدها، ردّ الله عليهم في سورة عبس:

“أنّا صببنا الماء صبًّا، ثم شققنا الأرض شقًّا، فأنبتنا فيها حبًّا… وزيتونًا ونخلًا… وحدائق غلبا، متاعًا لكم ولأنعامكم”

هذه عملية خلق كاملة، لا يمكن للطبيعة “العمياء” أن تُديرها.

والقرآن نفسه دليل على وجود الله:

“إنا أنزلناه في ليلة القدر”

كتابٌ مُحكم، نزل في ليلة محددة، يخبرنا عن بدايات الخلق ونهاياته.

وفي سورة النازعات يقول الله:

“أأنتم أشد خلقًا أم السماء؟ بناها… والجبال أرساها… متاعًا لكم ولأنعامكم”

فمن الذي بنى السماء ورفعها؟ ومن دحا الأرض وهيّأها للعيش؟

ثم يسأل الإنسان: كيف خُلقت؟

فيجيب القرآن:

“لقد خلقنا الإنسان من علق”

وفي موضع آخر:

“وخلقنا الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين”

يعني أن الإنسان خُلق من قطرة ماء، ث

م يقف يجادل خالقه ويُنكر وجوده!