💡

الجهل الأكبر ليس له علاقة بقلة العلم و ليس له علاقة بنقص المعرفة و ليس له علاقة بالنقص الذاتي و ليس له علاقة بالضعف أو الجهل المألوف و المعروف فما الشيء الذي ارتبط به!؟

الجهل الأكبر له علاقة بالوهم العقلي و لهذا الوهم ممهدات للوصول إليه فماهي!؟

إهمال التميز الذاتي و إهمال التفرد العقلي و إهمال الاختلاف الإبداعي يخفي جوهر الإنسان الحقيقي و ما ذكرته سبقته أسباب فماهي!؟.

عدم توفر غاية للإنسان و عدم وجود رؤية مستقبلية يتبعها و عدم وجود فكرة جوهرية يسعى لتحقيقها في الحياة جعله بعين ذاته بعيدا عن التميز و التفرد و الاختلاف و عدم امتلاك غاية و رؤية و فكرة قلل من شأن العاقل فما النتائج التي تكونت من انخفاض شأن العاقل!؟

عدم شعور العاقل بقيمة يفقده ميزته الجوهرية و عدم شعوره بميزة يجعله مختلفا عن غيره يقلل من شأنه العقلي و الفعلي و العملي و العلمي و هذه النتائج انبعثت مما يعاني منه العاقل فما الذي يعاني منه العاقل!؟

عدم اكتشاف الموهبة التي يتمتع بها العاقل سببه سوء التعلم و عدم تغيير هذا الحال سببه عدم الاعتراف بالفشل و عدم التعلم مما تعثر به العاقل و تنسب هذه النتائج لعدم مواجهة الضعف و النقص و الجهل الذي يعاني منه الإنسان العاقل و عدم فعل ذلك أنتج ما جعلني أتحدث عن هذه الظاهرة فما الذي نتج من ذلك!؟

التكبر على التعلم و الاكتفاء بما تكيف و تطبع عليه العاقل و تعطيل الاكتساب المطور للمهارات و القدرات و الإبداعات عوامل أولية عطلت ملكة تطوير الذات و لأن المشاعر تتوفر فيمن تعلم و فيمن لم يتعلم تشكلت حيل نفسية حولت الجهل لسلاح لهدم العلم فكيف حدث ذلك!؟

الجاهل الذي لا يعترف بنقصه و قلة حيلته و قلة معرفته و قلة علمه و ضعفه العقلي لا يتعلم و لا يكتسب ما يفيده و لا يصغي لمن ينصحه بالتعلم و التغير و التطور فيحتال على نفسه و على غيره بعد تكبره على التعلم و رفضه للعلم فيحول ذاته المحدودة لكيان غير بشري فما الطريقة التي حققت له هذه الغاية!؟

يتحول الجاهل الضعيف البسيط الفقير المحدود الساذج لجنسه و جنسيته و عائلته و قبيلته و وطنه و شعبه و أصله و بلده و مكانه فيتحدث نيابة عما نسب ذاته إليه فيتهجم على من يختلف عنه و يخالفه كالتهجم على النساء بحجة الدفاع عن جنسه و التهجم على الأوطان بحجة الدفاع عن وطنه و التهجم على الأديان بحجة الدفاع عن دينه و التهجم على الأصول و الأعراق و الشعوب و القبائل و العوائل و الجنسيات و الأجناس و البلاد و الأمكنة و الأزمنة و الألوان و العقائد بحجة الدفاع عن أصله و عرقه و شعبه و وطنه و قبيلته و عائلته و جنسيته و جنسه و بلده و مكانه و زمانه و لونه و عقيدته لكن لماذا يفعل ذلك!؟

يكتسب ما حرم منه كالقيمة الذاتية و الشأن العظيم و الرفعة ليهرب من نقصه الداخلي و عدم اعترافه بجهله و ضعفه و مرضه فيعوض ذلك بالتهجم على فئات تختلف عنه ليجذب إليه فئات تشبهه تضخم منه رقميا و تجعله مدافعا عن جنسه و وطنه و دينه و … لكن كل هذه الأفعال لن تحقق له الآمال كأن يصبح بعين من حوله خبيرا و قديرا و محترما و مثقفا و شجاعا و قويا و .. 

خلف هذه الأعمال و الأفعال و الأقوال أمراض مزمنة و عيوب معقدة لم تعالج مبكرا و الهدف من فعلها إذابة العيب بتغطيته و هذا لا يذيب العيب بل يبقيه فالإنسان ليس جماعته و حزبه و فرقته و عقيدته و دينه و عائلته و قبيلته و جنسيته و وطنه و مكانه و جنسه و لونه و اسمه هو فعله و علمه و عمله و إنتاجه المستقل عن غيره فإن لم يكن فريدا بإبداعه و مميزا بفكره و حكيما بتعامله و عميقا بعلمه لن يصبح لامعا بغير ذلك فهو خلق ليصبح مختلفا عن غيره ليس تابعا لغيره و مطيعا لغيره و خاضعا لغيره و مدمرا لغيره و مدافعا عن غيره.

الجهل الأكبر هو وهم التحول لما يخالف الطبيعة البشرية فما يلغي إنسانيتك يحولك لمكان و شعار و زمان و مكان و مبادئ كالعزة و الأصالة و الشرف و القوة لكن بلا إثبات و بلا قدرة ذاتية لمنفعة البشرية.

يعالج

الجهل

الأكبر

بالتواضع 

فالكبر 

يضخم الذات حتى تنفجر.