💡

من أهم مكونات المعارك الوهمية التأثر بالعصور القديمة و من أهم مكونات التأثر بالعصور القديمة الانجذاب لزعماء و قادة و فرسان و نبلاء العصور القديمة كالبطل و الفارس و المجاهد و المقاتل و المحارب و المبارز و الشجاع و القوي و الملك و الحاكم و السلطان و الأمير و ال.. لكن كيف التأثر بمن ذكرتهم يخلق الوهم!؟ 

التأثر بعظمة إنسان بلا إمتلاك مؤهلات و قدرات و صفات و مواصفات و سمات شبيهة بما يمتلكه العظيم في زمنه و في مجاله يصنع الوهم فالافتقار للمؤهلات يصنع من التأثر بمن يمتلك القدرات مشاعر و تصورات و أفكار وهمية و يسبق هذا التأثر سبب مهم في تكوين الوهم فما السبب!؟

تأثير العجز الذي هو عدم القدرة على تحويل الفكرة لفعل و تحويل الصورة لواقع و تحويل الشعور لحقيقة و تحويل الاعتقادات الباطنية لبطولات حقيقية يجعل المتأثر يكتفي بالشعور و التصور و الكلام بلا تأكيد لصحة ما يشعر به و يفكر فيه و يتصوره عن ذاته و هذه النتيجة يسبقها سبب جوهري فما السبب الجوهري!؟ 

تعويض النقص يولد من أعماق النفس المبالغة في المدح و الحديث عن النفس و الكلام و التعبير الصوتي لأن الأفعال مجمدة و الأعمال معطلة و الميادين مغلقة و الطبيعة القديمة تغيرت و وسائلها تبدلت و أسلحتها تطورت و هذه التحولات غيرت من صورة الفارس البطل القوي الشجاع المحارب المقاتل المجاهد المبارز ال.. في وعي من توهم بأنه من الأقوياء و النبلاء و الفرسان العظماء فما البديل!؟ 

بسبب التأثر بمن هيئته اندثرت و بسبب العجز عن إثبات ما يشعر به الإنسان في أعماقه و بسبب الإفتقار للمؤهلات و السمات و الصفات و المواصفات و القدرات التي تصنع الأبطال يعوض المتأثر بأبطال العصور القديمة هذا النقص بتحويل صوته لسلاح يقاتل به غيره و تحويل كلماته المكتوبة لقذائف يستهدف بها خصومه فتصبح أهدافه مخالفة لإنارة العقل و بناء الفكر و تنمية الوعي و تنقية القلب و تصفية النفس و تدعم إيذاء النفس و قهرها و تشويهها و تحطيمها و الانتقاص منها لكن لماذا تكونت هذه العلاقة بين التأثر بالعظماء و الشعور بالنقص الداخلي!؟

بسبب جهل الواقع و متغيراته و ما أصبح عليه و ما وصل إليه توقفت مدارك المتأثر بطبيعة العصر القديم عند ما كان عليه الإنسان قديما و لأن لا يوجد تشابه ما بين العالم الحديث و العصر القديم من ناحية الأدوات و الوسائل و المهام و المجالات و التخصصات تبنى المتأثر معطيات الفنون القتالية و مزجها بالفنون و الآداب الجميلة التي ليس لها علاقة بالمعارك و الحروب و الدماء و القتال و هذه العلاقة تكونت من الربط الخاطئ فما آثاره!؟

الربط الخاطئ نبع من جهل الواقع و ساهم في تكوين علاقات خاطئة كالعلاقة بين اللكم و الشتم و العلاقة بين الركل و القذف و العلاقة بين القصف و اللعن و العلاقة بين ضرب الخصم و إهانته بالصوت و ما جعل هذا الربط أحد مشاكل واقعنا أبعاده التي تكونت منه فما أبعاده!؟

ساهم الربط الخاطئ في تكوين و تخليق و تصميم و تنظيم ميادين وهمية للعراك العقلي و النفسي و اللفظي هي في الأصل منصات و قنوات و حسابات و صفحات و ملتقيات و ساحات و مسارح جعلت الأسلحة هي اللسان و القلم و الكاميرا و الغاية هي الهدم و الذم و الإيذاء و الطرق هي القذف و اللعن و السخرية و الأساليب هي الانتقاص و التنمر و التجريح و الأهداف هي إثبات القوة و تحقيق الانتصارات الوهمية لكن ما المجالات التي تحقق هذه الغايات و الأهداف و تدعم هذه الطرق و الأساليب!؟

من المجالات مجال الراب و الهجاء الشعري و الأغاني الشعبية و المناظرات الجدلية و الحوارات التي تفتقر للآداب و تدعم إهانة الآخر و تجيز الانتقاص من الناس و الإساءة للنفس و خطر هذه المجالات ليس على الفاعل فقط بل خطرها على المتابع أيضا فهو الذي يولد مما توهمه الفارس الوهمي عن ذاته التي ربطها بفارس العصر القديم ما يجعل الفارس الوهمي بعينه عظيما فيصبح حاله أضعف ممن تأثر بهم واقعيا! ما الحل!؟

محاصرة هذه الفئة بالقوانين التي ترجعهم للواقع الذي هربوا منه و حظر الكلمات التي بنشرها تتعطل الحسابات التي دعمتها و تبنتها و محاسبة من يسيء لغيره و ربط هذه الأعمال بالجرائم الخلقية و تقنين الوسائل بمنع ما يستثمر سلبيا فيها و تسليط الأنظار على هذه العادات السلبية و تخصيص جهات تكافح هذه الإساءات و إبراز نقاط جهل و ضعف و فقر من تبنى هذه الطرق و الأساليب و كشف الحقيقة الخفية التي جعلت من يفتقر للمعرفة و يشعر بنقص و يعجز عن أن يصبح من الفرسان يفعل ما توهم بأنها إنجازات و بطولات و استحقاقات وصل إليها عن طريق معارك واقعية و حروب حقيقية كما كان يفعل الفارس النبيل في العصر القديم و أهم ما يجب السعي لفعله تخليق ميادين تولد من أعماق النفس النبل و الخلق الرفيع و حب الآخر و الإحسان للناس و الدفاع عن الحق بالحق و التحدث عن العلم بعلم و التحلي بأخلاقيات و آداب و عادات و سلوكيات و صفات و مواصفات و سمات النبلاء.

العظمة

لا

تتحقق

بالأوهام 

و

الفروسية لا تعزل عن الأخلاق الرفيعة و الصفات النبيلة و العادات الحكيمة.