ما أكثر ما نتغنّى بلغتنا العربية، لغة الضاد، وما أبهى ما نحمله من اعتزازٍ بها؛ فهي أصل الهوية، وعنوان الفكر، وصوت التاريخ. لكنّ العالَم تغيّر، وتحوّل في أروقة التواصل والعمل إلى مستعمرة لغوية إنكليزية تمتد من شاشات الهواتف إلى كبرى الشركات العالمية.

أتذكّر أني كنت أرفض فكرة تعلم الإنجليزية رفضًا عنيدًا، وكنت أقول في نفسي: لماذا أتكلم لغة الغرب؟ الغرب هو من عليه أن يتكلم لغتي!

غير أنني أدركت، مع مرور الأيام، أن العزلة اللغوية بابٌ من أبواب الجمود، وأن الانغلاق لا يصون الهوية بل يقيّدها. فالعالم اليوم لا يُدار بالعواطف، بل بالكفاءة، والمعرفة، والقدرة على الحديث بلغة يفهمها الجميع.

اللغة الإنجليزية ليست صعبة كما يتوهم البعض، فهي لا تُعنى كثيرًا بتعقيدات الإعراب ولا تتكئ على النحو كما تفعل العربية. إنما هي لغة السمع واللفظ والتكرار، تُفتح أبوابها لمن يُدرّب لسانه وأذنه، لا لمن يحفظ قواعدها في دفاتر مغلقة.

إتقان الإنجليزية اليوم ليس ترفًا فكريًا، بل استثمارٌ ذكيّ في نموّ الذات والأعمال معًا. فهي تفتح لك آفاقًا في التسويق، في التقنية، في الفن، في كل مجالٍ تتنفس فيه الحياة العصرية.

بل إن من يتقنها يملك مفاتيح التعامل مع العالم، ومن يتحدث لغتين يقف على قدمي رجلين، ومن يتحدث ثلاث لغات كأنه بثلاثة رجال في جسدٍ واحد!

ولعل السؤال الذي أتركه لكم أيها الأصدقاء هو:

هل اللغة وسيلة للهيمنة الثقافية، أم جسرٌ نعبر به نحو القوة والمعرفة؟

تحدثوا... فلكل رأيكم نكهة، كما لكل فنجان قهوة مذاقه. ☕️