انتشر مؤخرا قضية مقتل الدكتورة "بان" بالعراق ورغم أني قرأت عنها بالأخبار لكن قسوة هذه الجريمة جعلتني أحزن عليها حزنا شديدا وكأني أعرفها فلم تكن مجرد جريمة عادية بل كشفت حجم الظلم الذي قد يعيشه إنسان فقط لأنه تصدى للباطل.
الطبيبة لم تقتل لأنها أخطأت أو تجاوزت بل لأنها رفضت الخضوع لاستغلال السلطة كونها رئيسة اللجنة النفسية التي تقرر ما إن كان هذا المجرم مؤهل نفسيا ومدرك لما يفعله أم لا ولأنها قامت بدورها كما يجب والذي بدوره يتعارض مع مصلحة ذوي السلطة تم قتلها.
القاتل حاول أن يغطي جريمته تحت شعار "جريمة شرف" وهو الغطاء المعتاد للهروب من العدالة بينما الحقيقة أبعد ما تكون عن الشرف لكن أي شرف في إسكات صوت امرأة لم تفعل سوى قول الحق أي شرف في قتل طبيبة لم تفعل شيء سوى الحق.
المؤلم أن الحادثة ليست استثناء بل انعكاس لواقع أوسع واقع يستطيع فيه من يملك القوة أن يقلب الحق إلى باطل ويحول الضحية إلى متهمة والجاني إلى بريء فهذا السيناريو قديما كنا نراه بالأفلام والمسلسلات ولكن لاحقا رأيناه متجسدا بأكثر من قضية وبمجتمعات مختلفة وهذا يدفعني لأن اسأل هل يمكن تقنين السلطة بحيث لا تستغل بهذا السوء الذي طالما قرأنا عنه أم هذا غير متاح؟!
التعليقات