كيف يحصن الأهل طفلهم ويغرسون فيه القيم؟
....... .......... ..... .. ..
حماية الجو العاطفي:
تجنب المشاحنات الحادة أمام الطفل:
الخلافات جزء من الحياة، لكن إدارة الخلاف أمام الطفل أمر بالغ الأهمية. تجنبوا الصراخ، الشتائم، العنف اللفظي أو الجسدي. حاولوا تأجيل النقاشات الحادة لوقت خاص. إذا حدث خلاف أمام الطفل، من الضروري إظهار المصالحة أمامه أيضاً. اسمحوا له برؤية كيف تحلون خلافاتكم باحترام.
الاعتراف بالمشاعر وإدارتها، بدلاً من إخفاء التوتر أو الحزن تماماً (وهو مستحيل غالباً)، يمكن قول شيء بسيط مثل: "أمي متوترة قليلاً اليوم، لكنها ستحل الأمر" أو "أبي حزين، لكنه يحبك كثيراً". المهم هو إظهار كيفية التعافي وإدارة المشاعر بشكل صحي.
خلق جزر من الطمأنينة:
خصصوا أوقاتاً هادئة للتواصل مع الطفل (اللعب، القراءة، العناق) بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية. الروتين اليومي المنتظم (مواعيد النوم، الأكل) يعزز الشعور بالأمان.
تربية الأخلاق بالممارسة لا بالشعارات (المصداقية هي الأساس):
أنت المرآة ، هذه هي القاعدة الذهبية. لا يمكنك أن تنهى الطفل عن الكذب ثم تكذب على الهاتف أمامه. لا يمكنك أن تأمره بالهدوء وأنت تصرخ. لا يمكنك أن تطلب منه المشاركة وأنت ترفض مشاركة الآخرين. أفعالك تتحدث أعلى من كلماتك.
الشفافية والاعتذار:
إذا أخطأت أمام طفلك (وكلنا نخطئ)، اعتذر له بصدق. قل: "آسف لأني رفعت صوتي، كان هذا خطأ مني. سأحاول التحكم في أعصابي أكثر". هذا يعلمه التواضع والمسؤولية.
تضمين القيم في الحياة اليومية:
بدلاً من محاضرات طويلة، استغل المواقف اليومية. "شكراً لك يا حبيبي لأنك ساعدتني" (التقدير). "هل نشارك أخيك في هذه اللعبة؟" (المشاركة). "لن نأخذ هذا، إنه ليس لنا" (الأمانة). "هذا الرجل يتألم، هل نساعده؟" (الرحمة).
الاستماع والتواصل:
شجع طفلك على التعبير عن مشاعره (حتى الغاضبة أو الحزينة) واحترمها. ناقش معه (بأسلوب مناسب لعمره) نتائج أفعاله على الآخرين. "كيف تشعر لو أخذ أحد لعبك؟".
العناية الشاملة بالمخلوق العجيب ،الذكي المتلقف:
الصحة النفسية أولاً:
انتبهوا لإشارات الطفل العاطفية (البكاء، الانسحاب، العدوانية). قدموا له الدعم والحب غير المشروط. لا تستهينوا بمخاوفه. عززوا ثقته بنفسه بالتشجيع والثناء على المحاولات وليس فقط النتائج.
الصحة الجسدية أساسية:
التغذية المتوازنة، النوم الكافي المنتظم، النشاط البدني، والفحوصات الدورية ليست رفاهية، بل هي أساس لنمو الدماغ وتوازن المشاعر. جسم سليم يساعد في عقل سليم ونفسية متوازنة.
التحفيز الذكي:
التفاعل المستمر هو أفضل تحفيز. التحدث مع الطفل، الغناء له، القراءة له، اللعب التفاعلي (وليس فقط الأجهزة الإلكترونية) – كل هذا يغذي فضوله ويطور قدراته المعرفية والعاطفية والاجتماعية.
بيئة محبة وآمنة:
الطفل الذي يشعر بالحب والأمان والقبول هو الطفل الأكثر استعداداً للتطور الصحي والتعلم وبناء علاقات .
وفي الختام نقول :
الرحم ليس حيزاً معزولاً، والطفل ليس صفحة بيضاء. نحن نبدأ في تشكيل الإنسان الذي سيكون عليه طفلنا من لحظة تكوينه، ليس فقط بما نأكله أو نتناوله، بل بما نشعر به ونفعله. الانفعالات الأبوية، خاصة الأمومية، هي أول لغة يتعلمها هذا "المخلوق العجيب الذكي". الوعي بهذه المسؤولية العظيمة – بأننا نقدم للطفل أول دروسه في الأمان والحب والخوف والقلق والأخلاق من خلال وجودنا – هو الخطوة الأولى نحو تربية واعية. تربية لا تكتفي بالقول "افعل كذا" بل تعيش القيم كل يوم، وتحمي البراءة النفسية للطفل، وتهتم بكل جوانب نموه: الجسدية والعقلية والعاطفية والأخلاقية، لتنشئة إنسان متوازن، واثق، وأخلاقي، قادر على مواجهة الحياة بصلابة ورقّة.
هل من احد يريد إضافة اي معلومة أو تحليل ويود مشاركتنا تعليقاته القيمة؟؟؟
المقال١-٢-٣
التعليقات