منذ فترة، اشترت والدتي حذاءً رياضيًا أسود "كوتشي" فيه زوائد جلدية متصل بها قطع معدنية بلون ذهبي على الجانبين ، وكانت تكلفته مرتفعة عن المتوسط.
بعد فترة، انقطعت تلك الزوائد والقطع المعدنية، فقلت لها إنها مجرد زخرفة ولا داعي لإصلاحها،ولا يوجد أثر متبقي لإنقطاعها، بالإضافة إلى أن الحذاء باللون الأسود وذو طابع مناسب للجنسين. لكنها رفضت بشكل قاطع وقالت إنها تريد الأشياء بطابع نسائي، وقررت أن تصلحه حتى لو انقطع مرة أخرى في المستقبل.
وهذا الحديث معها ذكرني بما قرأته منذ فترة عن الضريبة الوردية.
وهي ليست ضريبة تفرضها الحكومة، ولكنه مصطلح يُقصد به فروق الأسعار على أساس الجنس، تكلفة إضافية تدفعها النساء على المنتجات التي تستهدفها بدون أي مقابل، فالمنتج الرجالي يكون نفس المنتج النسائي باختلاف اللون فقط، أو يتم وضع عبارة "للنساء فقط"، أو وضع قطعة زخرفية إضافية.
ولا نقصد هنا الفروقات الطبيعية بين الملابس النسائية والرجالية، إنما الحديث عن المنتجات المتطابقة تمامًا باستثناء اللون أو التغليف.
وقد أصدرت إدارة شؤون المستهلك في نيويورك تقريرًا عن فروق الأسعار لـ ٨٠٠ منتج من ٩٠ علامة تجارية مختلفة في خمس صناعات مختلفة، والمنتجات المُختارة كانت شبه متطابقة في المواصفات بالنسختين الرجالي والنسائي لكل منتج.
وكانت النتيجة أن السلع الموجهة للنساء أغلى من الموجهة للرجال، ومقدار الزيادة يختلف في كل صناعة من الصناعات الخمسة.
التقرير كامل:
ولقد نشرت شبكة NBC News الإخبارية قبل حوالى عام ونصف تقريرًا يتحدث عن الفتاة الصينية "ليى" والتي ذهبت لمحل أدوات رياضية لشراء "دمبل" لتتفاجأ بأن "الدمبل" باللون الوردي سعره ٩٠ يوان، في حين أن "الدمبل" الأسود بـ٤٠ يوان فقط.
وهنا نتحدث عن منتج لرفع الأثقال، فلا يوجد أي فرق بين الاثنين باستثناء اللون فقط.
المقال كامل:
إن الشركات تحاول إقناع النساء أن تلك المنتجات النسائية هي الأنسب لهن وأنها صنعت خصيصًا للنساء، وتستخدم بعض الحيل التسويقية للخداع مثل محاولة ربط المنتجات النسائية بالأنوثة والجمال والتفرد، ويظهر هذا بوضوح في منتجات الصحة والجمال التي تكون أهم بكثير عند النساء من الرجال بسبب الضغوط الاجتماعية.
ولذلك يفضل قبل شراء أي منتج:
مقارنة السعر بين المنتج الرجالي والنسائي إذا كان مماثلًا تمامًا، فلا فائدة من اللون الوردي أو الزخرفة.
أو شراء المنتجات المحايدة والمناسبة للجنسين معًا لأنها في الغالب تكون أرخص من المنتجات المخصصة للنساء، خاصة في مجال العناية بالبشرة.
وفي النهاية يجب أن أوضح أن مسألة الخداع لا تعتمد على ذكاء الشخص، بل تعتمد على معرفته بوجود الخدعة، فالشركات تتلاعب بنا نفسيًا لتحقيق أقصى استفادة لها.
فالمعرفة هنا لم تعد رفاهية، بل وسيلة دفاع ضد الاستغلال.
التعليقات