نحن الجيل الذي غرق في الميديا حتى أذنيه، الجيل الذي سيجلس يوماً ما يبحث في هاتفه عن وجوه أحبائه الراحلين، لأن الذكريات الحقيقية لم تُعش… بل صُورت.
جيل استبدل اللمسة الحنونة بصورة، والرائحة العطرة بفيديو، والصوت الحي بتسجيل. بعد سنوات، لن يبقى سوى صور بلا دفء، ومقاطع بلا روح.
إدماننا للتوثيق قتل اللحظة ذاتها. نحن نعيش بسرعة، لكن بدون طعم… نركض خلف اللقطة المثالية ونفقد الحياة الواقعية في الطريق.
الصور والفيديوهات ليست حياة، بل أرشيف لحياة لم نكن حاضرين فيها فعلاً.
جرب أن تلمس الواقع كما هو…
اجلس أمام البحر، استنشق رائحته مع كل موجة، استمع إلى صوت الموج يقترب كأنّه يحدثك.
سر في الغابة، تنفّس هواءها، واسمح لهمسات الأشجار أن تهمس في قلبك قبل أذنيك.
انظر حولك… الطبيعة تتكلّم، ولكن لا أحد ينصت.
الكثير منّا اليوم يعيش في عزلة عاطفية، ليس بسبب مرض، بل بسبب أسلوب حياة اخترناه.
توحدنا مع هواتفنا، وابتعدنا عن كل ما هو حي.
لا تجعل ذكرياتك مجرد صور… عشها بكل حواسك.
التعليقات