سؤال يشغلني دائمًا: لماذا يشعر البعض بالتهديد الشخصي إذا انتقد أحدهم معتقده أو آرائه السياسية أو أفكاره، بينما يجدها الآخرون فرصة للنقاشات ليس إلا؟
مفهوم الهويات الاجتماعية: هي المُسميات التي نُعرّف بها أنفسنا والمجموعات التي ننتمي إليها، منها الأحزاب السياسية، والدين، والأندية الرياضية، والمهن، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي وغيرها..
من الجيد أن ننتمي بالطبع إلى مجموعات بعينها، فهذا يشعرنا بالدعم والقيمة التي نحتاج إليها، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن تكون هوياتنا الاجتماعية كلها داخل إطار واحد ضيق الحدود، وعقليات متشابهة، بمعنى أن من نشاركهم المعتقد الديني هم الأصدقاء، وهم لديهم الميول نفسه السياسي والرياضي، وحتى المهني، فتصبح حياتنا كلها متأثرة بأفكار تلك المجموعة فقط، أي أن كل فكرة نقدية دخيلة تعني تهديداً شخصياً لنا ولقيمتنا!! والسبب بسيط كون تلك الفكرة تهدد كياننا نفسه، فأفكارنا كلها مرتبطة ببعضها ومتداخلة على نحو مبالغ فيه..
المقصود بالتداخل هنا، هو غياب التنوع في الشبكات والعلاقات الاجتماعية، وهذا يقلل فرصة التعرض إلى أفكار وثقافات مختلفة، وعليه تكون تحيزاتنا قوية جدًا ودفاعية فقط ويسهل التعرض إلى التضليل المعرفي، وقبول معلومات من مصادر خاطئة كونها فقط ضمن الدوائر التي نتحيز لها، ولا نقبل فكرة التفتح العقلي وقبول النقد أو حتى التفكير فيه، فهل تتفقون مع ذلك، أم تجدون أن التعرض أو التفتح قد ينتج عنه غياب تام للهوية الشخصية كجانب سلبي له؟
التعليقات