يقص علينا ديل كارنيجي في كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" قصة شخص طرقت خطوب الشقاء بابه مرتين وليس مرة واحدة عندما توفت طفلته، ثم رزق بطفلة أخرى وتوفت أيضاً، ولم يجد عزاءاً عن تلك الخطوب الشديدة إلا بالانهماك في العمل.

وقص علينا أكثر من قصة أخرى: شخص ثقلت عليه الديون، وآخر فقد زوجته في حادث، وسيدة ذهب ابنها إلى الحرب ولم تعلم عنه شيئاً.

كل هؤلاء أجمعوا أن العمل كان سبيلهم للتخلص من القلق والحزن، وروى كارنيجي أن التغلب على المشاعر المرهقة بالعمل هو مبدأ معروف في علم النفس باسم "العلاج الوظيفي".

على النقيض من ذلك نجد أشخاص تصحبهم عواطفهم أينما ذهبوا ومهما فعلوا، فقد يكون هؤلاء الأشخاص يعملون أعمالاً تستحوذ على كامل تركيزهم، لكن إحساسهم بالألم النفسي لا يتركهم، ومهما انهمكوا في مسؤوليات الحياة يظل جزء من عقلهم متذكراً مأساتهم على الدوام.

في اعتقادك "العلاج الوظيفي" هو حل عملي للتعامل مع الألم النفسي، أم أنه مجرد هروب مؤقت من مواجهة المشاعر؟