"احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة" إلى أي حد تتفق مع هذه المقولة؟ ولماذا؟ وهل بالفعل تعمل بها؟ وهل مرت عليك تجربة أكدت لك صدق المقولة؟
احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة.
إذا كنا نحسن اختيار أصدقائنا بعناية من البداية وبنوع من التعقل لن نحتاج للحذر وكأننا نخشى في وقت ما أن يُغدر بنا فجأة، فأنا مثلا أشاهد نوع من الأشخاص معروف بكثرة الكلام، لا يكاد يقابل شخص ما ويتعرف عليه لأول مرة فيبادر بسرد قصة حياته من لحظة مولده! لمجرد أنه تحدث دقيقتين وضحكوا معا قليلا فهكذا أصبحوا أصدقاء! كنت قد سمعت بمفهوم "حميمية الصداقة" والتي تعني الصداقة ذات الرابط القوي جدا، والتي من المفترض أن تتشكل مع الوقت والمواقف تماما كما تختار أو تختبر شريك حياتك، من المفترض أن يمر الأصدقاء بهذه الاختبارات التي توضعها الحياة لكلا الأطراف، وبناء على هذا ومع تجاوز كل مرحلة بسلام تبدأ بعض الميزات الجديدة للصداقة أن تُمنح، فميزات كمشاركة الأسرار أو دخول البيوت أو السفر والمبيت معا، مشاركة الأشياء، الدعم والمساندة في كل المواقف هذه كلها ميزات يجب أن تمنح بالتدريج كلما تعرفنا أكثر مع الشخص وأمنا له.
إذا كنا نحسن اختيار أصدقائنا بعناية من البداية وبنوع من التعقل لن نحتاج للحذر وكأننا نخشى في وقت ما أن يُغدر بنا فجأة،
حتى في هذه الحالة، أفضل أن نبقي على بعض التحفظ في العلاقات، لأنها متغيرة، وغالبا لا تصمد أمام التحديات الحياتية.
وهذا ليس سوء نية منا، بل حذر مشروع ومطلوب.
يقول المثل فيما معناه : الحرص أنجع من التخوين.
التعليقات