"احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة" إلى أي حد تتفق مع هذه المقولة؟ ولماذا؟ وهل بالفعل تعمل بها؟ وهل مرت عليك تجربة أكدت لك صدق المقولة؟
احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة.
أتفق معها، لأن المقصود بها أن العدو معروف عداوته، وبالتالي نتخذ احتياطاتنا منه تلقائيًا. أما الصديق فهو ليس مظنة الإساءة، وبالتالي نعطيه الأمان بلا حدود، فجاءت هذه المقولة لتحذرنا من الأصدقاء خبيثي النفوس، وبالغت في الحذر من الصديق دون العدو، لأن الحذر من الصديق صعب ومرهق ومتعب، أما العدو فالحذر منه سهل وميسور.
أذكر هنا قول سيدنا علي رضي الله عنه: أحبب صديقك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما. وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون صديقك يوما ما.
ليست معبرة بطريقة مباشرة عن المقولة، وإنما تتفق معها في عدم إعطاء الأمان الكامل للصديق.
"احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة"
يشهد لصدق هذه المقولة التاريخ، فالدول والحركات والأحزاب لم تُؤت إلا من قِبل أعضائها. ومشهور زرع الجواسيس على مدار التاريخ، والجاسوس يدخل من باب الصداقة والود والحرص على المصلحة.
لأن الحذر من الصديق صعب ومرهق ومتعب، أما العدو فالحذر منه سهل وميسور.
لهذا الأجدى لنا ألا ننفتح على الأصدقاء كل الانفتاح، ونبوح بأسرارنا ونكشف عن نقط ضعفنا وقوتنا لهم، يجب أن نحافظ على بعض خصوصيتنا لأنفسنا، لانه قد لا تدوم الصداقة وينقلب الصديق علينا، و يكون سهلا عليه مهاجمتنا لمعرفته بتفاصيل حياتنا.
التعليقات