هذة القصة حدثت منذ حوالي 8 سنوات عن مشروع يدعى "بزناس" إن كنتم سمعتم به حينها وكان مشروع عالمي ومن أنشأه من الهند تقريباً إن لم تخني الذاكرة، المهم كان يعتمد على التسلسل الهرمي للأرباح، أنت تدعو أشخاصاً للإشتراك وتربح جزءاً من رسوم إشتراكهم في المشروع لتعوض مادفعته ثمناً لرسوم إشتراكك بالبرنامج وبعد ذلك كل من يأتي فهو ربح وهكذا بشكل متسلسل.

ولمزيد من المعلومات عن فكرة هذا المشروع من هذا الرابط

http://www.saaid.net/fatwa/...

لا أخفي عليكم أنني أعجبت بهذا المشروع الناجح والمضمون الربح فيه وأعرف أشخاصاً كانو زملاء لي بالجامعة تركو الدراسة من أجل التفرغ لهذا المشروع.

لاحقاً فشل هذا المشروع لصعوبة إقناع الناس للإنضمام له وخسر زملائي سمعتهم ودراستهم لأنهم لم يستطيعوا أن يحققوا لأصدقائهم ممن دعوهم للإشتراك بذلك البرنامج ما وعدوهم به من أرباح تنهمر كالمطر عليهم.

بالنسبة لي لم أشترك بالبرنامج نهائياً ليس لأنني تنبأت بفشل المشروع أو لأنني أفهمها وهي طايرة ولكن شعرت أن هكذا برامج ربحية لا تقوم على أساس تجاري سليم بل تقوم على وعود وإستغلال لأحلام الناس البسطاء والجهلة ورغبتهم بالثراء السريع بدون مجهود، كان من زعماء هذا المشروع شخص يعمل نقاشاً تحول بين ليلة وضحاها لخبير إقتصادي (يلبس بدله بكرافات ويضع نظارات شمسية لا تفارق عينيه حتى في المساء) ربح آلاف الدولارات من هذا المشروع ممن إستطاع إقناعهم وإغوائهم بفكرة المشروع وجعلهم يشتركون عن طريقه، فطريقة المشروع ترتكز على أنه للإشتراك به يجب أن تشترك عن طريق مشترك سابق يربح هو من قيمة إشتراكك وأنت تربح من قيمة من يشترك عن طريقك وهكذا، ربما من الطريف عندما سألت ذلك الخبير الإقتصادي (النقاش) ما الذي سأربحة غير الربح من المشتركين الذين سوف أجلبهم أجابني بكل ثقة سيعطونك بريد إلكتروني وموقع خاص بك! فأجبته هذا متوفر مجاناً في ياهو ومكتوب فما المميز؟ قال لي أن هاتفة يرن على الصامت وسيرد عليه لحظة من فضلي، ولم أره بعدها لحسن حظي.

ما أردته من سرد هذة القصة هي أخذ العبرة لأنه في كل مكان وكل زمان يظهر هذا العامل (النقاش) بإسم جديد وهوية جديدة وجنسية مختلفة وفي بلدٍ آخر ويظهر مشروع بزناس من جديد بإسم مختلف أيضاً وربما بفكرة مختلفة جديدة لتداعب أحلام البسطاء وتغريهم بالثراء السريع فما يميز مشروع بزناس أنه مشروع أبدي لا يفنى ولا يستحدث من العدم فمادام هناك بسطاء فهناك بزناس.